تدوينات تونسية

في “دولة عمتي وعمي”: إذا خلا لك الجو يا ليلى فبيضي وفرخي

صالح التيزاوي

شهادة “المافيوزي” عماد الطرابلسي، تؤكد كذب الثورة المضادة، ممثلة في “مليشياتها السياسية” و”روابطها القلمية” التي ادعت زورا وبهتانا، أن الفساد جاء مع الثورة، وتؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الدولة التي يسمونها مدنية وحداثية، كان ينخرها الفساد، وأنها كانت “وطنا” للفاسدين.

كما تؤكد شهادة، أحد أقطاب الفساد، الذي اتخذ من “عمته” ظهيرا، ونصيرا على الفساد، وأن “المخلوع” لم يكن سوى زعيم عصابة، أضر بمصالح الشعب، وبهيبة الدولة، وعرقل نموها وتطورها، وأنه ألغى الحياة السياسية بالكامل حتى يخلو له الجو “إذا خلا لك الجو يا هند فبيضي وفرخي”.

وبالفعل في مناخ الإستبداد الذي رعاه التجمع المنحل، خلا الجو لمافيوزية تونس الأولى “ليلى” زوجة المافيوزي الأول “المخلوع”، وأصبحت تجند المصالح الديوانية لأيام، تتعطل خلالها مصالح المواطنين الشرفاء، من أجل تسهيل مرور الفساد بكل انسيابية لفائدة ابن أخيها المدعو عماد الطرابلسي، الذي أكد في أكثر من مرة، أن كل العمليات الفاسدة، من توريد وتصدير وتدليس، كانت تتم بتدخل من عمته. ولا شك أن أولاد إخوة المخلوع، كانوا يقومون بأنواع أخرى من الفساد بتسهيل وبرعاية من “عمهم”، كبير اللصوص والفاسدين. هل نحن أمام دولة؟ أم أمام عصابة سيطرت على أجهزة الدولة، للقيام بكل أنواع الفساد؟

وهل يمكن بعد الذين سمعناه أن نتحدث عن دولة مدنية وحداثية، عندما توظف أجهزة الدولة لتسهيل الفساد ورعاية الفاسدين، بأوامر من “عمتي” و”عمي” ؟

قد يكون الفساد استشرى بعد الثورة، واتخذ مسالك جديدة وأنشطة جديدة، لكنه ليس دخيلا على الدولة، الفساد في تونس عمره من عمر دولة الإستبداد، ولكن إعلام العار و”مليشيات القلم والسياسة” تبذل مجهودا خارقا بحجم طمعها في الكسب والربح المادي، للربط بين الثورة وانتشار الفساد.

يقول أحد هؤلاء، “محامي الشيطان”: “أنا لا أؤمن بالثورة، ولا أؤمن بالديمقراطية”، ويضيف في وقاحة نوفمبرية معهودة: “الثورة جاءت بالخراب”، وهل ثمة خراب أكثر مما زرعه “عمك وعمتك؟”. بداية، نقول لهذا “المبيض الجديد”:

التونسيون لا ينتظرون منك رأيا في الديمقراطية، كما لم يأخذوا منك الإذن أو من مخلوعك عندما ثاروا على عصابة السراق الذين سخرت نفسك لتلميعهم. وأما قولك بأنك لا تؤمن بالديمقراطية، فهذا صحيح لأنك آمنت باللصوصية وبالمافيوزية، فكيف يمكن لمثلك أن يؤمن بالديمقراطية وهو المنتدب أساسا لرعاية مصالح الفاسدين وتبرير فظاعات المستبدين دون خجل من دماء الشهداء ودموع أمهاتهم وعذابات أهاليهم وأحبابهم.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock