تدوينات تونسية

جدل الشيخوخة والتشبيب

الصغير الشامخ

التحراكات الإحتجاجيّة الإجتماعيّة يقودها الشباب ويرفضون في الغالب “وصاية حزبيّة” وفي هذا إتّهام مبطّن لـ”النخب القديمة المترهّلة” بكونها شريكة في الأزمة لا طرفا في الحلول…
كلّما أتيحت الفرصة لوجوه شبابيّة لظهور إعلامي في قضايا كبرى إلاّ وكانت المشاركات والأطروحات نوعيّة وتناولتها بالتحليل صحف عربيّة ودوليّة منوّهة بـ”العقل السياسي الشاب”… الصديقين جهاد الحاج سالم ومالك الصغيري نموذجا…
—– صداع “الإعاقة” المفضوحة في المشهد السياسي مردّه ليس فقط “شيخوخة” النظام السياسي فحسب بل و”شيخوخة” العقل السياسي برمّته (سلطة ومعارضة) سنّا وخطابا وممارسة…
إعلاميّا: إختزلت ماكينة عبد الوهّاب عبد الله “الشباب والثورة” في عدد من المهرّجين…
حزبيــا: إختزلت النخب المترهّلة أدوار الشباب في التصفيق والبولسة الإيديولوجيّة على الفايسبوك…
مدنيّــا: إختزل “المانحون/المموّلون” أدوار الشباب في “المَبْيٌوعين” ذمّة وأدوارا…
—– لأجل ذلك كلّه فإنّ أيّ “قوّة صاعدة” ستكون شبابيّة بالضرورة وستتعرّض بالضرورة لهرسلة وتبخيس مردّه الظاهر ترهّل وشيخوخة العقل السياسي وسببه الباطن حجم الجرائم التي إرتكبتها أجيال سابقة في حقّ الأجيال الناشئة…
—– لا يجب أن نغفل أن مقولة “ثورة الشباب” لم يكن مردّها الإنتصار لأدوار الشباب بل محاولة ضمن لعبة “إستراتيجيات التسميات” لترويج صورة “غياب النضج والعقلانيّة” عن حراك يمتلك كل حجج ومقومات العقلانيّة والتاريخيّة من خارج كل التنظيمات (بنيويّا) والتنظيرات (مضمونيّا) المترهّلة…

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock