تدوينات تونسية

عزيزي المواطن إن سرقت.. فاسرق جملا

عبد اللّطيف درباله
عزيزي المواطن التونسي..
إذا ما قُدّر لك.. وقرّرت يوما أن تسرق أو تنهب أموالا.. فلا تسرق بعض المال.. ولا حتّى ألف أو آلاف الدنانير.. ولا تسرق مصوغا.. ولا هاتفا جوّالا.. ولا سيّارة.. ولا حقيبة نسائيّة.. ولا قارورة حليب.. ولا رغيف خبز.. فعندما سيقبض عليك.. ستضطرّ لإرجاع المسروق كاملا أو دفع قيمته.. مع السجن لأشهر أو سنوات..
عزيزي المواطن التونسي..
إذا ما قدّر لك وقرّرت أن تسرق وتنهب.. يجب أن تنهب مبلغا كبيرا جدّا من المال.. ملايين الدينارات.. مبلغا ضخما يجعلك آمنا من الأمن والقضاء والمحاسبة والتتبّع والسجن..
مبلغا ضخما من المال يكفيك للتبرّع للأحزاب الحاكمة.. وشراء السياسيّين والنواب والإعلام.. فيصدرون قانونا على القياس لمصالحتك.. ويعطونك صكّ الغفران مقابل إرجاع جزء يسير من المال المنهوب.. أو بدونه.. ولا يجنّبونك السجن فقط.. بل ويعظّمونك.. ويعتبرونك كفاءة ماليّة ورجل أعمال ومستثمر كبير.. ويروّجون لكون الدولة هي التي في حاجة لك.. ويجب عليها أن تعفو عنك.. وأن تذعن لك لتتكرّم أنت باستثمار أموالك (المنهوبة أصلا من الدولة نفسها ومن الشعب) في نفس تلك الدولة..

فبحيث.. في العهد السبساوي السعيد.. “إن سرقت.. فاسرق جمل”.. كما يقول المثل العربي القديم..!!!

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock