تدوينات تونسية

على الشباب الثائر تطوير خطابه

رشدي بوعزيز

المصلحة العليا للوطن تقتضي عدم تغول أي طرف مهما كان إسمه: حكومة، رئاسة جمهورية، إعلام، نقابات، شباب ثائر… وتتطلب منا مسك العصا من الوسط.

وخطاب الباجي الذي يمكن اختزاله في نقطة رئيسية واحدة فقط مهمة متعلقة بموضوع إعتصام الكامور، كان مجملا متزنا وفي هذه المسألة بالذات، وذلك بدعوته الجيش تأمين إنتاج النفط من جهة، وتركه باب الحوار مفتوحا مع الشباب الثائر ضد الفساد الطاقي من جهة أخرى.

وبناء عليه، فإن قيادة الشباب المرابط بالكامور مطالبة بأن تطور من خطابها ودقة طلباتها، وتستأنس في هذا المجال بأهل الاختصاص في مطالبتها تحقيق العدالة في توزيع العائدات النفطية، فمطلبها اقتطاع 20% من العائدات لا يستند إلى دراسات ومقاربات دقيقة وتجارب واقعية، “وإذا أردت أن تطاع، فاطلب المستطاع”.

كما انه على هذا الشباب أن يعلم وأن مشكل الفساد الطاقي عمره من عمر إستقلال البلاد، أي حوالي 61 سنة، ولا يملك أي رئيس جمهورية وأي رئيس حكومة وأي حزب سياسي حلحلته الآن وبسرعة بعد أن استفحل كل هذه المدة، خاصة وأن مجاله يمس شركات عالمية كبرى ودولا قوية متحكمة فيه داخليا وخارجيا ومستعدة حتى لقلب الأنظمة، إن لزم الأمر، ضمانا لأمنها الطاقي.

نحن في مفترق طريق خطير وتاريخي يتطلب قدرا كبيرا من الإتزان والتعقل وتغليب المصلحة العامة والوسطية “وقبح الله الشطط، خير الأمور الوسط”. ويوفى الحديث.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock