تدوينات تونسية

إنه زمن التابلويد

محمد الناصر رابحي

لا مشكلة شخصية لي مع مقدم برنامج “لمن يجرؤ فقط”… الذي أصبح اليوم شخصية عامة “تحكم بأحكامها”… إكتشفت سمير الوافي منذ سنوات حين كان يكتب في الصريح “فجأة” ظهر إلى الساحة الاعلامية “بعمود فني” انتهج فيه سياسة الاثارة الفنية و”تلميع الذات” من خلال استعراض “رسائل البنات والمراهقات المعجبات”… يبدو أن أسلوب “صحف التابلود الفنية” جلب للصحيفة وله الانتباه… وولج قناة حنبعل محافظا على أسلوبه “الصحافة الفنية الصفراء”…

وبره يا زمان وايجي يا زمان… جاءت الثورة وارتدى مقدم البرنامج “أكثر من فيستة”… وحامت حوله شبهات مع رجال أعمال واعتقل وخرج بعد “قصف اعلامي” كبير… خرج بنفوذ أوسع ولم يعد أحد “يكبر في عينه” كما يقال… حافظ على “تواضع تكوينه في الشأن السياسي” و”نقصه الأكاديمي” و”سطحية حواراته” وفي الآن نفسه أصبح خبيرا “في الاثارة وفي ما يطلبه المشاهدون”… أسقط أسلوبه الفني الأصفر على السياسة مرتديا ريش الطاووس الذي فتح له كل الأبواب… محافظا على “التأقلم” مع الوضع العام… وهي ملكة يملكها البعض كبرهان بسيس وغيره ولكن الوافي امتلك من التقنيات ما لم يمتلكه غيره…

بقدرة قادر أصبحت الطبقة السياسية والرأي العام تنام وتصحو على “من يجرؤ فقط”… بعد أن رضي ضيوفه أن يرتدوا “رداء الفنانين الشعبيين” و”يمارس عليهم ما يمارسه البابارازي” ويستعرضون أنفسهم شبه عرايا على غلاف “مجلة الوافي”… إنه زمن التابلويد.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock