تدوينات تونسية

حماية البلاد من “فتنة” الدجّال الكبير

عايدة بن كريّم
هناك أيادي خفية تدفع نحو إسقاط الحكومة وإدخال البلاد في فوضى “اللاّمؤسّسات”، هناك قوى خارجية أكبر همّها ومبلغ علمها القضاء على مقولة “الإستثناء التونسي” ولذا هي تدعم وتُموّل وتُحرّض “حفاترها” في تونس لإجهاض أي بادرة توحي بإمكانية نجاح التجربة.
“جبهة” تشتغل على جبهات مُتعدّدة: الإعلام والإقتصاد والجباية والرياضة والصحّة والتعليم الثانوي والجامعة… هدفها الرفع من مُستوى الإحتقان والإستثمار في “معاناة” الناس وتوظيف الشعور بالإحباط لدى الشباب والهروب بالبلاد نحو مربّعات “ليبيا” و”مصر” و”سوريا” و”العراق”.
أينما تذهب تسمع نفس الخطاب “البلاد داخلة في حيط”… “حكومة فاشلة”… “لا حلّ إلاّ ثورة ثانية”… “يا حسرة على هيبة الدولة”…”البلاد تشلّكت”… “خلّيها تاكل بعضها”…

صحيح أنّ الحكومة الحالية والحكومات السابقة فشلت في إدارة الأزمات التي تمرّ ومرّت بها البلاد وصحيح أنّ القائمين على الشأن العام الحاليين والسابقين لم يُفلحوا في “اختراع حلول جديدة” تتواءم مع الأوضاع الجديدة التي فرضتها التحوّلات، وصحيح أنّ “الدولة” بصدد ابتلاع رأسمالها المادي والرمزي وصحيح أن الأحزاب الحاكمة خنقت ذاتها وقتلت من حولها…
لكن إدخال البلاد في حالة “اللاّدولة” و”الاّدستور” و”اللاّمؤسّسات” هل سيُخرجنا من حالة “اللاّعدالة” و”اللاّتنمية”؟
بغضّ النظر عن الدور الذي لعبته حركة النهضة في وصول التجربة التونسية لهذا الوضع بسلبياته وإيجابياته وعن مسئوليتها في إخراج الثورة عن مسارها بسبب سوء إدارتها لمرحلة الترويكا. وكذلك مسؤولية المرزوقي وحزبه في إفشال تجربة الحكم الثلاثي بسبب الإنتهازيين الذين اخترقوا عقل المرزوقي واندسّوا داخل مؤسّسات الرئاسة. إلى جانب تنطّع بعض قيادات المعارضة وتناحر قوى الثورة حول قضايا هامشية…
بغضّ النظر عن تقييماتنا المُتقاربة والمُتضادة للمرحلة السابقة جميعنا يقف اليوم أمام مسئولية حماية البلاد من “فتنة” الدجّال الكبير.
تونس بلادنا وصورتها تهمّنا ونجاح التجربة غايتنا ومُستقبل أولادنا بين أيدينا وإن سقطنا سقطوا…

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock