تدوينات تونسية

ماذا لو شاركت النهضة في الثورة ؟

الحبيب حمام
سؤال مازال يُثار منذ 7 سنين: هل شاركت النهضة في الثورة؟ الجواب في الواقع واضح. لم تشارك النهضة في الثورة مشاركة بارزة. أولا، لم تشارك كتنظيم في الثورة. ثانيا، النهضاويون، الذين شاركوا في الثورة، شاركوا كأفراد، ولم يؤطّروا الثورة، ولم يقودوها، ولو في مدينة واحدة. هذا قوس، ونمرّ إلى الموضوع، ألا وهو ماذا لو شاركت النهضة في الثورة؟
أقول بكل ثقة وامتنان إلى الله: كانت نعمة أن لم تشارك النهضة في الثورة مشاركة بارزة. نعم هي نعمة، لأنه لو شاركت مشاركة بارزة لما نجحت الثورة، بل لما كانت ثورة أصلا. تصوّروا لو علم الإعلام أن النهضة قادت مثلا مظاهرة منزل بوزيان يوم 24 ديسمبر 2010، ماذا كان يقع؟ ما بعد الثورة يجيبكم على هذا السؤال. الاغتيالات السياسية أيّام الترويكا تجيبكم. الاتحاد الذي نادى إلى إضراب عام غير قانوني يومين بعد مقتل شكري بلعيد يجيبكم. إعتصام الروز باللوز يجيبكم. شعار “يا غنوشي يا سفاح، يا قتال الأرواح” يجيبكم. الحوار الوطني يجيبكم. جائزة نوبل للانقلابيين الأربعة، الذين أزاحوا حكومة منتخة، تجيبكم.
لو قادت النهضة مظاهرة واحدة فيها 10 أشخاص، لأحبط الاتحاد، بقيادة عبد السلام الجراد، الثورة. عبد السلام جراد كان في ضيافة بن علي إلى يوم فراره.
لو تبنت النهضة مسيرة واحدة لأصبح “الملثمون الذين قاموا بأحداث شغب”، حسب إعلام بن علي، نهضاويين متطرفين مجرمين حاولوا ضرب القصر الرئاسي بصاروخ ستينغار.
لو قالت النهضة “راني هنا” لهبّت فرنسا بجيشها لإنقاذ تونس من “الظلاميين”.
لو قالت النهضة “هاني” لهرعت منظمات المجتمع المدني لإخماد الثورة الظلامية، ولنادوا المجتمع الدولي إلى التدخل لحماية الحداثة ومكاسب المرأة، مثلما فعل بعضهم بعد الثورة.
لو ساق نهضاوي دراجة ناريّة، وسقط منها جريحا، وهو عائد إلى بيته بقفة الخضرى، ووقع تصويره صدفة، لأُمطر بن علي بمكالمات هاتفية دولية، تطمئنه بالدعم الدولي، وتأمره بأن لا يهرب.
وقبل هذا كله لو كان للنهضة دور لقطع حمه الهمامي الطريق على الثورة ولفشت لها مباركة البراهمي العجالي.

ماذا لو شاركت النهضة في الثورة؟ الجواب: نعمة من الله أن لم تبرز مشاركتها.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock