تدوينات تونسية

معارف طبية مقدسة والفرق بين الكيمياء والكَميه

حاتم الغزال

أجمل ما في هذه البلاد ان صحفيا مشكوك في كفاءته الأدبية واما علميا فهو لا يفرق بين الكيمياء والكَميه يكتب مقالا ساخرا عن رسالة دكتوراه غير موجودة أصلا في موضوع يتحدث عن نماذج في دراسة حركة الأرض… ليصبح الموضوع ان الأرض مسطحة مثل البيزا…

الأجمل في القصة أن عددا كبيرا جدا من الأطباء ومن طلبة الطب الذين أقاموا الدنيا واقعدوها عندما شكك ذلك الصحافي الأحمق في كفاءتهم وتطاول على معارفهم الطبية المقدسة وناقشهم بجهالة في كيفية إنعاش مولود أو مراحل مراقبة نقل الدم لمريض، هم أنفسهم من يقوم اليوم بنشر تفاهات حول هذا الموضوع.
وأجمل الجمال على الإطلاق تعليق أحدهم حول الموضوع حين كتب حرفيا :
“”une doctorat qui dit que la soleil tourne autour de la terre hahaha miskina tounes” …

ملاحظة 1: أنا قرات المقال العلمي المنشور في مجلة امريكية والذي هو أصل القصة وأعتقد رغم جهلي في الموضوع أن قيمته العلمية ضعيفة وان المجلة الناشرة من نوع المجلات المتساهلة جدا في النشر… ولكنني أؤكد لكم ان عددا كبيرا مما ننشره في الطب ليس أفضل من هذا المقال قيمة وفي مجلات أسوأ بكثير.
ملاحظة 2: في تونس هناك من اصبح أستاذ جامعي في الطب وعميد كلية طب دون ان ينشر مقالا علميا واحدا في حياته ولا حتى في جريدة الصريح.
ولذا سيبو العباد تخدم واتلهاو في همكم.
طالب في كلية الطب بصدد إعداد أطروحة دكتوراه عنوانها علاج الصرع بالطب الرعواني…
الاطروحة تتلخص في بحث حول توجه المجتمع للطب الرعواني وأسبابه وما ينتج عنه على الصعيد الصحي الفردي وعلى المنظومة الصحية بصفة عامة… ثم يتطرق الى بعض الحالات التي يقع فعلا شفاؤها بالطب الرعواني ويناقش إمكانية أن المريض غير مصاب بالصرع اصلا وإنما بمرض نفسي يتمثل في صورة الصرع وكيف ان تأثير الرعوانيين على المرضى نفسانيا يمكن ان يساهم في شفاء بعض الحالات ويطرح مسألة تكوين الأطباء في التعامل مع المرضى للانتفاع بمثل هذا النوع من التأثير النفسي الإيجابي على المرضى…
دكتوراه من هذا القبيل اتخيلها في أكبر الجامعات العالمية يمكن أن تحصل على جائزة أفضل دكتوراه.
دكتوراه من هذا القبيل اتخيلها في تونس يقع تسريبها للتشهير بالطالب والمؤطر على الفاسبوك ونعتهم بأبشع النعوت دون مراعاة مشاعر أهلهم والطعن في مداركهم العقلية جهارا نهارا امام بقية الطلبة والزملاء… كل ذلك على أساس اننا ضد الترويج للطب الرعواني في حين أن أغلب المشهرين لا يعرفون أصلا ما هو الصرع وما هي أنواعه وما هي طرق علاجه لا بالطب الحديث ولا بالطب الرعواني.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock