تدوينات تونسية

رحلتي إلى بغداد أرض المعارك (2)

عماد دغيج
موش ساهل انك اتكون وقتها في قلب الحدث في عمق بغداد
الدنيا مدعوكة، مالي دخلنا لبغداد ما تسمع كان القصف والانفجارات، مرة بعيد ومرة قرّابي بحذاك، والملاحظ وقتها زوز حكايات غريبة اتصير في مخك، تتفرمط وتنسى كل ما يربطك بحياتك من اهل ومال واي حكاية اللي يحبوها الناس، الحاجة الثانية قلبك يموت ومعادش فما حاجة اسمها خوف والا فجعة، فما كان شغف للخروج للجبهة ومسك السلاح.
ايا دخلنا لفندق السدير بالحافلة، هالفندق يبعد نصف كيلو على ساحة الفردوس وين موجود صنم صدام حسين،
نوع من التسيب والفوضى في محيط الفندق وداخله، المئات من المجاهدين العرب من كل الجنسيات منتشرين لبرا وداخل الفندق، منهم اشكون كان في الجبهات في الجنوب وتم سحبو بعد توغل الامريكان فيها، ومنهم وصل قبلنا بنهار…
قبل ما ندخلو للاستقبال بقينا نسقصو في القُدم عالاجواء وعلى الاخبار الواردة من الجبهات،
الاخبار ماكانتش مفرحة، ضعف فادح في الجيش العراقي واستبسال ومقاومة شديدة من المجاهدين العرب وقوات التحالف قاعدة تتقدم بسهولة غريبة،
وجوه القيادة العراقيه اللي شفناهم غادي بكلها يأس وكانهم ينتظرون وصول القوات الامريكية ليستسلموا…
ايا قلنا وصلنا للفندق ودخلنا للبهو، قالونا اتقدمو وهاتو جوازاتكم واعطونا غرف باش نرتاحو فيهم، تي مهاش راحة لان الغرفة فيها 9 و 10 فهي فقط لتنظيمهم. جانا الحجام وخرجني قرعة يرحم والديه، ومع الظهر جابولنا روز ابيض مصموط في الماء وقالونا تفطروا وباش تمشوا للمعسكر.
كلينا ماكتب من ربي وجاتنا الحافلات -عددهم 4- طلعنا في كل وحدة حوالي 70 شاب، مشاو بينا الى احواز بغداد مسافة نصف ساعة، حتاش لين وصلنا للاكاديمية العسكرية وهي ثكنة فارغة فيها شوية مباني بكلها كان السقف والقاعة، وتقريبا مفيها حتي جندي،
في الطريق عرضونا برشا شاحنات تحمل ادباش عراقيين هاربين من هول الحرب، خاصة النساء والاطفال، تي مشهد محزن وموجع…
واحنا داخلين اتحلق فوقنا زوز طيارات ماهمش بعاد ياسر والقو علينا اوراق، ايا البعض مشا يجيب في المطويات هذوكم نلقوهم مزيانين، بالكولور وفيهم تصويرة واحد بوقوس ومعاه زوجتو قطوسة موش نورمال وابنهم الصغير وهم مبتهجين وفرحانين، مكتوب عالصورة، -استسلم ولا تقاوم فعائلتك في انتظارك-
كي استفسرنا لحكايا قالونا اذا القوا مثل هذه الاوراق فهم يعطوكم مهلة للانسحاب من هذا المكان لانهم باش يقصفوه بعد سويعات -ما بين 4 ساعات و 6-
ايواه اللعب حراش يا عمدة ولحكاية مهاش اتفدليكة، تي اش من تفدليكة والدنيا مدعوكة وطيارات ونيران وهم ازرق والسيد منفوق قالك استسلم !!! يا عمي استسلم اما احنا مقربعين في روسنا وباعناها هالدنيا…
ايا سيدي القيادة العسكرية في الثكنة هذيكة وهي عبارة عن شخص واحد بعد مغادرة بقية العساكر والحافلات التي نقلتنا، باهي هالسيد قالنا تنتشروا وما تقعدوش جماعات وابتعدو على المباني في الثكة واقتربو اقصى ما يمكن للنهر، اي نهر الفرات تمدينا عالحافة متاعو وفي ذهني يا سبحان ربي كنت نسمع عليه وهاني مغطس ساقيا فيه ونشرب منو..
المهم مبقيناش ساعتين في المكان هذاكا وعاودت جات الكيران ومرتبكين اللي فيها وبصوت واحد، اسرعو اسرعو يا شباب اصعدو الحافلات المكان راح ينقصف، وفعلا بعدنا مسافة 5 دقائق عالثكنة ونسمعوا فيها غلّقت غادي ويمكن مابقى فيها شيء، وخذونا لملعب كرة قدم شبيه بملعب الشاذلي زويتن، نلقوا اشكون سبقونا لغادي والاقامة تحت المدرجات والنوم في قبورات محفوره سموها خنادق، غاديكا يقلك تتقدم وتُثبت هويتك والسلاح اللي تحتاجه ان كان رشاش او ار بي جي…
لن اسرد بعض التفاصيل لاسباب تعرفوها… وساعود للحديث عن يوم 6 افريل اصعب يوم ثم يومي 9 و 10 افريل.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock