تدوينات تونسية

الحقيقة والكرامة وكتابة التّاريخ

سامي براهم
لم يفهم عدد ممّن تابعوا الجلسة الأخيرة لهيئة الحقيقة والكرامة بما في ذلك بعض المختصّين في التّاريخ أنّ هيئة الحقيقة والكرامة ليس من دورها كتابة التّاريخ وهي لا تختار الفاعلين التاريخيين الذين يدلون بشهاداتهم ولا تنتقي بعضا دون آخر وليس من دورها التّحقيق التّاريخي في الروايات التّاريخيّة.
هيئة الحقيقة والكرامة تتعامل مع الملفّات التي يتقدّم بها الضّحايا والتي تتوفّر فيها الشروط القانونيّة، دورها أن تتثبّت من صدقيّة الضحايا ما أمكن من خلال معايير ووسائل مقرّرة، ثمّ تترك المجال للضحيّة ليقدّم شهادته.
ودورها بعد كلّ جلسات الاستماع السريّة والعلنيّة أن تعدّ تقارير تأليفيّة عن كلّ هذه الشهادات توثّق الانتهاكات المُصَرَّح بها لتضعها على ذمّة المؤرّخين والمؤسسات البحثيّة ومختلف المصالح والهيئات المعنيّة بإصلاح مؤسسات الدّولة وإنصاف الضّحايا.
تحفّظ البعض وتشنّجهم بل إدانتهم للهيئة بسبب ما رأوه في هذه الجلسة من تداخل مع اختصاصهم وعدم حرفيّة الهيئة في تناول الشّهادات والتّعامل معها لا معنى له في ظلّ ما ذكر آنفا، إلا إذا كان المقصود الحرص على تكريس السرديّة الرسميّة أو احتكار النّطق باسم بالتّاريخ.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock