تدوينات تونسية

علامة تونس منصف بن سالم

عبد القادر الونيسي

تمر هذه الأيام الذكرى الثانية لوفاة الدكتور منصف بن سالم.

زرته في مرضه​ الأخير للإطمئنان على حال أخ عزيز لم ينقطع حبل التواصل بيننا على إمتداد سنوات المحنة.

بقينا ساعات دون أن أحس بمرور الوقت حدثني عن تفاصيل دقيقة حدثته عن بعض تفاصيل المرحلة المهجرية. تحدثنا عن العائلة عن تونس عن الإسلام.

سألته عن مرضه وأنا أعلم ما يعاني. قال لي لست مريضا ولا أشكو من شيء. هم هكذا لا يشكون ولا يتبرمون ولا يتذمرون.

بريق النبل يعلو وجهه. رأيت هذا البريق فى وجه عبد الرؤوف وسحنون وعلي نوير وضو صويد ومحمد الصغير وعبد الله.

جبال شامخة صيغت في هيئات رجال.

ذكرت له قصة عالم رياضيات إيطالي كان زميلا له في إحدى المجامع العلمية وكيف تورط مع “المافيا” وشفع له علمه ولم يدخل السجن (ألم تستثني أمريكا علماء النازية من محاكمات نورمبورغ الشهيرة لحاجتها لهم) وكيف يسجن عالم في تونس ذنبه الوحيد عشقه لوطنه.

ذكرت له تنادي مجامع البحث في العالم من أجل إخراجه من تونس. أجابني بإختصار بلغني ذلك ورفضت.

في جرابي مؤلف كامل لا يسعه المجال سأعود له لاحقا بمشيئة الله.

غادرته وابتسامة تعلو محياه وكلمات أمل ما زلت أسمع صداه تبشر بالعاقبة للمتقين. وكان ذلك ٱخر عهدي به حتى رأيته مسجى في بيته ونفس الإبتسامة تزين وجهه.

“لموت قبيلة أيسر من موت عالم” الطبراني

تعليق واحد

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock