تدوينات تونسية

لم تعودوا تسرقون الكتب..

ياسين العياري
في ذكرى معرض الكتاب.. سأذكركم بواقعة شهدتها بأم عينيا لثلاث سنوات متتالية.
سكن حذونا مجموعة من الطلبة في الحومة (باردو) في السنوات الألفين.
كانوا النواة الصلبة لتيار سياسي لا علينا في ذكر إسمه.
كانو يزورون معرض الكتاب ويسرقون الكتب.. كانوا يذهبون للطالب أو لأب العائلة يسألونه أي الكتب يريد، يسرقونها ويعطونها له خارج المعرض مجانا.
شعارهم؟ شبيه الزوالي ما يقراش؟ علاش كان ال*** عندهم الحق في رفع الوعي؟ أقرى يا مواطن.
كانوا يفرحون حين تكون الكتب التي يعطونها “ذات قيمة” في عينيهم.
كانوا صعاليك، لكن أدباء.
هي صحيح سرقة.. أترك لكم الحكم الأخلاقي عليها، لكن تلك السنين كنت فخورا بصحبتهم.
بعضهم كبر وهو صديق على هذا الجدار، وأزجم أنه لازال يذكر.
كان يقول: نحن نحول معرض الكتاب من ضاهرة بورجوازية فلكلورية إلى أداة تسليح للشعب.
كان يقول لي: إذهب أنت وأخلاقك للجحيم (ترجمة mbc2) من تراهم هنا لصوص المال العام نحن فقط نعطي اموالنا المنهوبة لمن يستحق.
لماذا اروي لكم هذه القصة؟ الجميع يتحدث عن معرض الكتاب.. تذكرت وأردت أن أحيي روبن هودات الكتب..
ليتكم بقيتم كما عرفتكم.. بعضكم اليوم لحاس القروي في الفصل الثامن بعد ان أصبح صبابا قبيل الثورة وبعضكم يسترجع ويجتر ماض قد مضى وبعضكم أقصى طموحه يولي معتمد.. ولم تعودوا تسرقون الكتب.. صرتم ادوات سرقة الأحلام.. أحلم من سرقتم لأجلهم الكتب.
رحم الله الطاهر قرقورة وطيب ثراه.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock