تدوينات تونسية

مع الربيع: تحية الى طائر الخطاف !

القاضي أحمد الرحموني

رئيس المرصد التونسي لاستقلال القضاء

لاشك ان ذلك الطائر “الجميل” قد “خطف” عقولكم، وليس منا الا القليل الذي لم يحتفظ في ذاكرته “الطفولية” بصورة “الخطيفة” بجناحيها الطويلين ومنقارها العريض ورجليها القصيرين وذيلها المشقوق وشكلها الرشيق (الانسيابي) وخصوصا بلونها الازرق الضارب الى الرمادي!

طائرالخطاف او “عصفور الجنة” كما يقال هو قريب منك، يسكن الحدائق والبيوت ويحب الاماكن العامرة ويعشش فيها لكن تراه في اغلب الاوقات طائرا في السماء (لا يكل ولا يمل) ويشرب الماء اختلاسا ويحط على اسلاك الكهرباء ويعلن عن قدوم الربيع !

من المفروض ان طائرنا “الحبيب” بدا يظهر منذ 10 مارس الجاري مع دخول “ايام الحسوم” التي تمتد لاسبوع وتكون “جسرا” ما بين الشتاء والربيع! تؤذن باعتدال الاجواء وقلة الرياح ودفء الطبيعة!

ومن المفروض ان لا يمر هذا الحدث دون ان نبعث بتحياتنا وقبلاتنا الى ذلك الطائر “المبارك” الذي تربينا على حبه!

لا شك ان كثيرا ممن تعلق مبكرا بطائر الخطاف يذكرون كيف كنا نمتنع عن صيده واكله ونعامله كطائر “مقدس” اعتقادا منا -وهذا ما وجدنا عليه آباءنا وامهاتنا- بانه قادم من “بيت مكة” او من عند الرسول صلى الله عليه وسلم!

ولذلك نجد من فقهاء المسلمين من يحرم اكله ومن يروي ان الخطاف “ناح على بيت المقدس، فطاف حوله أربعين عاما يبكي عليه، ولم يزل يبكي مع آدم (عليه السلام)، فمن هناك سكن البيوت” ( نقلا عن على بن ابي طالب كرم الله وجهه)!

ولذلك كنا -وربما لازال البعض على هذا السلوك -اذا امسكنا “الخطيفة” لا نذبحها ولا نحبسها بل على خلاف ذلك نسعى الى تكريمها (كعمل من اعمال الخير)، فندهن راسها وجناحيها (وربما نعطرهما) ثم نطلقها ! الى اين !؟

على حسب ما يروى وما يعتقد، نطلقها حتى تزور مكة المكرمة او قبر النبئ صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة !
وربما نزيد على ذلك ابياتا شعرية في شكل انشودة :
يا خطيفة هكه هكه!
سلم على بيت مكه!
يا خطيفه دور دور!
سلم على بيت الرسول!

اليس الخطاف من الطيور العابرة وسريع كالطائرات يخترق الاجواء بجناحيه الحادين الطويلين !؟

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock