تدوينات تونسية

قايد السبسي أقوى من “بارك غيون-هي”.. وتونس تتفوّق على كوريا الجنوبيّة..!!

عبد اللّطيف درباله
عُزِلًتْ اليوم رسميّا رئيسة كوريا الجنوبية “بارك غيون-هي” من منصبها من أجل قضيّة فساد تورّطت بها صديقتها المقرّبة.. وكانت هناك شبهات على أنّها علمت بنشاط صديقتها ولم توقفها وتركت لها المجال لاستغلال اسمها..
أمّا في تونس فإنّ رئيس الجمهوريّة المفدّى الباجي قايد السبسي يسعى بنفسه جهرا وعلنا لإصدار قانون يحمي به أصدقائه ورجال الأعمال الذين موّلوا حزبه وحملته الانتخابيّة ومسؤولي الدولة الذين ساندوه.. من التتبّع القضائي في مئات قضايا الفساد..!!!
وتمّ عزل رئيس كوريا بالتصويت من طرف البرلمان الكوري..
أمّا البرلمان التونسي فأغلبيّته وأكثر أحزابه تسعى على العكس للتصويت على قانون “المصالحة” مع الفاسدين..!!
وتمّ اليوم رسميّا إقرار قرار البرلمان الكوري بعزل رئيسته وإضفاء النفاذ عليه بحكم قضائي من طرف المحكمة الدستوريّة العليا في كوريا..
أمّا في تونس فإنّ المحكمة الدستورية لم يقع تكوينها أصلا بعد عامين وشهرين من الإنتخابات.. لأنّ رئيس الجمهورية السبسي غير مهتمّ بذلك ولا حريص فيه.. فهو مهتمّ أساسا بتمرير قوانين الزطلة ومصالحة الفاسدين..!!
وجاء في القرار الذي صدر بإجماع قضاة المحكمة الدستوريّة العليا في كوريا:
“يتعيّن على رئيس البلاد أن يستخدم صلاحيّاته طبقاً للدستور والقوانين، ويجب أن تكون تفاصيل عمله شفّافة، كي يتمكّن الشعب من تقييم عمله… لكنّ السيدة بارك (الرئيسة) أخفت تماماً تدخّل السيدة تشوي (صديقتها) في شؤون الدولة ونفتها حين ظهرت شكوك في ذلك، وحتى إنّها انتقدت أولئك الذين أعربوا عن تلك الشكوك”..
وأضاف الحكم القضائي الدستوري بأنّ عزل الرئيسة يبرّره انتهاكها الدستور.. لكونها سمحت لصديقتها “تشوي سون-سيل” بالتدخّل في شؤون الدولة رغم أنّها لا تشغل أيّ منصب رسمي..
نحن في تونس فإنّ رؤساء الدولة والحكومة والوزراء يتعاملون مع الفاسدين “جهار بهار”.. بل ويعيّنونهم مستشارين لديهم.. ومسؤولين.. ولا يخفون ذلك ويبرّرون الأمر بأنّهم “كفاءات”.. وينتقدون ويهاجمون ويخوّنون كلّ من يشير لذلك أو يكشفه أو ينتقده..!!
أمّا تدخّل الأصدقاء في المهام وفي الحكم وفي شؤون السلطة.. فهو عرف شائع لدينا.. ولا يقف الأمر عند الأصدقاء.. بل يمتدّ للأقرباء والأزواج والزوجات.. وطبعا الأبناء.. وسائر أفراد العائلة..!!
في حين أنّ “الشفافيّة” في الحكم توجد فقط في بلّلور نوافذ مكاتب القصور والوزارات..!!
وتتمثّل فضيحة الفساد المدوّية لصديقة رئيسة كوريا الجنوبيّة التي تسبّبت بعزلها.. واسمها “تشوي سون-سيل”.. في أنّه يشتبه في كونها استغلّت نفوذها باعتبارها الصديقة الشخصيّة لرئيسة الدولة.. لإجبار المجموعات الصناعيّة الكبرى على “التبرّع” بنحو 70 مليون دولار لمؤسّسات وجمعيّات مشبوهة تشرف عليها.
وتمّ توقيف عدد من كبار المسؤولين في الحكومة.. وبعض رجال الأعمال منهم المدير التنفيذي لشركة “سامسونغ” العملاقة إحدى أكبر الشركات العالميّة ومفخرة كوريا الجنوبية.. فيما جرى التحقيق مع بعض أكثر رجال الأعمال نفوذاً بشأن تورّطهم المفترض في القضيّة، بمن فيهم وريث مجموعة “سامسونغ” نفسه..
وأصبحت رئيسة كوريا الجنوبية المعزولة مهدّدة بدورها الآن بالتحقيق القضائي وبالمحاكمة والسجن بعد فقدانها الحصانة..
أمّا عندنا في تونس فيسعى الرئيس والحكومة والأحزاب الكبرى لإعطاء الحصانة للفاسدين ولو لاحقا.. حتّى ولو كانوا لا يمتلكونها في الأصل.. ولو بعد ارتكابهم جرائمهم..
ونختم بتصريح رئيس المحكمة الدستوريّة العليا الكوريّة الجنوبيّة “لي جونغ-مي” الذي قال إنّ ما قامت به الرئيسة “أساء إساءة بالغة إلى روح الديمقراطيّة وسيادة القانون”..
أمّا في تونس فرئيس المحكمة الدستوريّة قد لا يرى النور بتاتا على الأغلب في العهد السبساوي المجيد..!!!
#مانيش_مسامح

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock