تدوينات تونسية

بداية انهيار منظومة الإعلام المنحاز

مصبـاح شنيـب

تعمل منظومات متضافرة على الحط من شأن الثورة والاستهتار بإرادة شعب أطلق صرخته المدوية في وجه الظلم واختلال موازين التنمية وذلك بالإفراج عن نواياها المبيتة بمقادير محسوبة لإعادة الالق الى النظام البائد ورموزه الفاسدة بالتقليل من أخطائه وخطاياه بمقارنتها بواقع التجاذب الحالي الذي عرفته كل الثورات في تعد منهجي صارخ على شروط المقارنة.

وتولى رهط من الصحافيين المأجورين النهوض بهذه المهمة في شتى الاختصاصات مسلحين بفائض من المكر والحرفية ومستغلين أجواء الحرية لبث سمومهم ونشر ترهاتهم.
ووجد هؤلاء فرصة سانحة في فضاء إعلامي خال من فرسان حقيقيين ينافحون عن الثورة واستحقاقاتها بذات الكفاءة المضادة.
الصحافيون المأجورون هم ذلك النتاج الطبيعي لحقبة ضجت بالمظالم تدرب فيها سكان علب الإعلام على قراءة ما يدور في نوايا الحكام فبرعوا في لي أعناق الحقائق وتلطيخ المشهد بسخافاتهم تحميهم سلطة مشبعة بمعاني الاستبداد والقهر.

هؤلاء -اليوم- شرعوا بعد في تنفيذ مكر مسحوب من ماض عفن عبر خطة محكمة تتمثل في استدعاء بعض الوجوه التي مازالت قابضة على مبادئها الى بلاتوهات حضر اليها رموز من عرابي النظام الفاسد في الإعلام والفن وغيره من الاختصاصات النبيلة التى أبى أصحابها الا أن تقحم في الخطط الجاهزة والتدابير الساقطة.
لكن ما كل مرة تسلم الجرة إذ يحدث أن ينقلب السحر على الساحر فيجد الساحر نفسه في ورطة وهو يرى بضاعته تبور وتدبيره يبوء بخيبة نكراء… لاقى هذا المصير أكثر من إعلامي عندما وضعته الأقدار أمام من ألقمه حجرا وعجز الذئاب الذين أحضرهم الى البلاتو عن نهش الضحية المستدعى أصلا للضحك عليه وتبخيس حجته.
بدأ هذا الأمر يتواتر في المدة الأخيرة وليس أدل على ذلك من خيبة سمير الوافي وضيوفه امام صد سالم لبيض والحبيب بوعجيلة ولم تفلح تقنيات الاخراج والأموال الطارئة والاستعدادات الضخمة في إدراك أي كسب يذكر.
وليس أتعس من هـؤلاء جميعا إلا أولياء وزارة التربية الذين نبض عرقهم التجمعي وتحركت فيهم شعرة “الصيد” وهبوا جريا على عادة قبيحة في مسعى بائس لنصرة وزير التربية فإذا هم ينهضون برسالة مضادة وإذا خبراء الإخراج يتحيلون على التكنولوجيا لتكثيرهم لكن عقمهم لا يستجيب لمطلب العدد.
الثورة تنهض بعد انطواء ورجالها يصرون على نجاحها والجاذبون الى الوراء تخور قواهم وتتقطع حبالهم ولله فينا علم غيب نحن صائرون اليه.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock