تدوينات تونسية

الحل الوحيد لكنه مستحيل..

الحبيب بوعجيلة
حلم قيلولة ربيع.. هذيان
المنظومة القديمة استنفذت ولن تصلح كيفما قلبتها.. المشهد السياسي متصدع ولا وجود لطرف قوي يخضع البقية ديمقراطيا كي يقود الإصلاح الجذري.
ساحة اكتساب القوة الشعبية سياسيا وديمقراطيا بتنظيم جماهيري ضاغط هي ساحة محصنة بالمال الفاسد واللوبيات الإعلامية والإدارية ولن تتمكن أي قوة وطنية نظيفة من الاستقواء بالشعب ما لم تهادن وتسوي وتضع بالتالي نفسها في حماية عصابة مالية وإعلامية وإدارية وما لم تنل غطاء قوة دولية.
بهذا الوضع تكون كل “التسويات” لضمان استقرار البلاد مجرد مقايضات مع الفساد والاستبداد والارتهان للقوى الدولية وتأليف قلوب الانتهازيين وسقط المتاع السياسي في الداخل.
هذه التسويات لا تصنع مشروعا وطنيا معبئا يقود “بلدوزر” هدم وبناء بإصلاحات جذرية كبرى كما تفعل الشعوب القوية. هي تسويات تكتفي بمعالجة ضرع البقرة ومنحها بعض فتات من العلف لمواصلة استنزافها. إنها تسوية الضعفاء بشروط ترقيع المرقع واستصحاب الفساد.
الحل الذكي أو الكي الموجع هو حكومة وحدة وطنية واسعة تضم كل الطيف الذي عارض بن علي مع من اقتنع بالثورة ونهاية القديم واستحالة ترقيعه ممن عمل مع بن علي ولم يعرف عنه فساد واضح أو إجرام موصوف. وإجبار أو إقناع اللوبيات بان استمرار تفرعنهم ورغبتهم في السرقة المنفردة ومص ضرع بقرة هزيلة سيصيبهم بالضربة القاتلة حين يصبح الحليب مجرد دم فاسد يعصر من الشرايين. أي إقناعهم بان العامة قد تقتحم عليهم خلواتهم وعندها لن ينفعهم مال ولا بنون. ثم الانطلاق في إصلاحات جذرية بعناوين موحدة لبناء بلد يقدر على الاستمرار حتى يجد السارق ما يسرق ويجد الصالح ما به يطعم غنمه من حلال.
شرط نجاح هذا الحل أن يقتنع رؤوس العصابات والطوائف الإيديولوجية أن السفينة ستغرق بالجميع وترفسهم أقدام المقتحمين للقصور والحصون. وأيضا أن يتم الاعتماد على سياسيين وكفاءات لقيادة البلاد يثق الناس بهم ويلتفون حولهم بمعنى إرسال بن تيشة وإياد وأشباههما كثير إلى لعب الرامي والبلاي ستايشن في احدى قاعات الألعاب صباحا وتمكينهم من الفول والمكسرات وغيرها مساء.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock