أبشع تحيّل سياسي في تاريخ السياسة العربية
ابشع تحيل سياسي في تاريخ السياسة العربية هو الذي وقع في تونس منذ اربع سنوات. توحدوا من الاقصى الى الاقصى فقط من اجل الانقلاب على المسار والمزاج الشعبي بعد انتخابات التاسيسي حتى لا يذهب الوضع الى ولادة مشهد جديد في البلاد.
اجتمعوا كل واحد بهواجسه. الخائف ايديولوجيا والمرعوب من ملفات سرقاته والجلاد الملطخة يده بالدم والقلم المرتزق والحنجرة واللسان الذي قضى عقودا في تزييف التاريخ والعقول والحط من الاذواق. كلهم سياسيون على نشطاء على مخبرين على مهربين على قتلة وراقصات وبنات ليل وبلطجية وزطالة ومثقفي مقهى ريش واكاديميي الحراسة. يد واحدة وصوت لا نشاز فيه. خطاب خلط التخوفات المشروعة بالاكاذيب. قابله جمهور هش التصورات حديث عهد بالقدرة على تمحيص الحقائق اضافة الى قوى مؤتمنة على الثورة لم تكن في حجم الحدث عقلا وكفاءة الا من رحم ربك فكانت ترويكا اهلكها الاختراق ودمرها الانتهازيون واربكها الغفاصة.
سال الدم المهدور باياد وعقول لن يكشفها احد على حقيقتها لان دون ذلك دماء اخرى. اصبحت البلاد ملطشة للتدخلات الدولية وتحولت الاحزاب الى منصات قوى اجنبية كل واحد منها يغني بنغمة كفيله. تدفق المال وتبلطج الاعلام وهجر الشعب الصناديق ومن ثمانية مليون قادر على الانتخاب ذهب ثلاثة ونيف فسهل التلاعب والشراء وتعنتر بقايا المنظومة الذين اختفوا في الجحور بعد هروب ربهم. ثم انتصروا وتفرقوا ايدي سبا كما يحصل دوما لوفاقات الاشرار التي تبنى على عجل وهاهي البلاد تعيش يوما بعد يوم ليس الام عودتهم فقط بل جراح تناهشهم. سيتوحدون مرة اخرى كلما ظهر ان البلاد ستتقدم ثم يتناهشون وهكذا. تلك دورة مكتوبة على البلاد حتى يقضي الله امرا كان مفعولا… تونس الشهيدة.