تدوينات تونسية

استهلاك المخدر الخفيف حرية شخصية

أنور الحاج عمر

حين قرأت الحوار الأخير الذي أجراه المستشار السياسي لراشد الغنوشي لطفي زيتون لم أتوقع مطلقا أن يثير كل هذا الجدل خاصة ممن ينتمون للتيار الاسلامي إذ أتوقع منهم مستوى مرتفع من الادراك الاسلامي وان مرجعيتهم في انكار الاشياء هي احكام الاسلام. لكني فوجئت بالجدل الكبير الذي أثاره البعض استنكارا.

استنكروا اعتباره استهلاك المخدر الخفيف حرية شخصية. نعم انا ايضا اعتقد ذلك.. فحتى باقي المخدرات حرية شخصية فحتى شرب الخمر حرية شخصية.. الزنا ايضا حرية شخصية.
الاسلام لا يعاقب على اقترافها بل يعاقب على المجاهرة بها.. فمن اختلى بنفسه واقترفها فحسابه على الله. ان شاء غفر له وان شاء عذبه بها. فالله ينهانا عن اقتحام خصوصيات الناس والتجسس عليهم وحتى “التحليل” القضائي هو شكل من أشكال التجسس أنا أعارضه. لاني اعتقد أن الله حرّمه.
فالاصل في الملاحقة القضائية هو حصول الاضرار بالغير.. بما ان المجاهرة فيها اضرار بالغير فطبيعي ان يعاقب عليها القانون اما الخلوة باقترافها فالمجرّم شرعا هو ملاحقة مقترفها سواء تجسسا مباشرة عبر الاقتحام الأمني ولو كان قضائيا او التجسس الغير مباشر عبر “الصبابة” او التجسس العلمي عبر التحليل المخبري.
نعم انها حرية شخصية والحرية الشخصية مقدسة في الاسلام. ومن ذهب هواه لغير ذلك فانصحه لأن لا يطع هواه.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock