تدوينات تونسية

محسن مرزوق يلتقي في بنغازي بخليفة حفتر…

خليل كلاعي 

عندما سمعت الخبر منذ دقائق خلت أنها إشاعة قبل أن اطلع على البيان الرسمي المنشور على صفحة حركة المشروع

حسنا ليست الخلفية العسكرية نقطة التقاء بين الرجلين ولا المرجعية الفكرية هي كذلك (اذا اعتبرنا أن لحفتر أصلا فكر) ولا المشروع الَّذِي يطمح كل منهما إلى إقامته إذ يدعو مرزوق الى مشروع حداثي ديمقراطي تونسي تكون المرأة في القلب منه بينما يفتح حفتر مساجد المنطقة الشرقية للأيمة والدعاة السلفيين المدخليين دون أدنى رقابة على ما يروّجون من فتاوي ويصدر رئيس أركان قواته عبد الرزاق الناظوري قرارا رجعيا بمنع النساء دون 60 عاما من السفر دون محرم.

مالّذي يجمع رجلين يحملان مشروعين متناقضين… ربما… هي الحنفية الإماراتية السخية وربما هي الصداقة الدحلانية الوثيقة أو/و ربما هي أشياء أخرى…
لنفكر جميعا بصوت عالٍ علنا نجيب عن السؤال… مالّذي يمكن أن يجمع دكتاتورا عسكريا رجعيا فاشلا بصاحب مشروع سياسي ديمقراطي حداثي.

تابعت تعاليق بعض الأصدقاء حول لقاء محسن مرزوق بخليفة حفتر والتي ذهب أغلبها إلى اعتبار هذا اللقاء بحثا من مرزوق عن دور الوسيط الإقليمي في الأزمة الليبية مع ما يعنيه ذلك من دور دبلوماسي موازي (أو شعبي).

بعد التدبر في هذه الفكرة… أرى أنها مستبعدة تماما بالنظر إلى أن حفتر ليس بحاجة إلى وساطات إضافية بينه وبين خصومه في الداخل والخارج كما أن أطرافا أخرى كثيرة تقوم بهذا الدور ولها من الدراية بهذا الملف أكثر مما لمرزوق.

ثانيا مرزوق لم يفوَضْ من اية جهة للعب دور بهذا المستوى على عكس الغنوشي مثلا الّذي طلبت إليه القيادة الجزائرية أن يلعب دورا في تليين مواقف بعض الأطراف في المعسكر الغربي.
اعتقادي أن هذا اللقاء يتنزل في إطار تسجيل المواقف داخل نطاق حلف إقليمي ودولي معلوم الأضلاع خاصة وأن مرزوق ليس المنافس الوحيد على دعم وسخاء أضلاع هذا الحلف حيث أصبح له منذ نهاية الاستحقاق الانتخابي الأخير منافسون جادون.

اترك رد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock