تدوينات تونسية

المهنة الكلبة مرة أخرى

كمال الشارني
حرية الأفاريات الصحفية: عن الصحافة، هذه المهنة الكلبة مرة أخرى
عندما يقال إن الشيء الوحيد الثابت في تونس هو حرية التعبير، أي حرية الإعلام، أقف حائرا، لأن كثير مما يحدث في بر تونس باسم حرية الإعلام يعني أساسا حرية أصحاب المال في أن يستخدموا الإعلام لأجنداتهم السياسية والمصالحية، وليس لدي أدنى شك في كره الكثير من أصحاب المؤسسات الإعلامية لهذا الشيء الذي اسمه الهايكا “le machin” كما قال ديقول، ولو عاد بهم الزمن إلى الوراء قليلا، لما كانت هناك الهايكا، ولا المرسوم 116، وإذا صحت تلك الإشاعة الضعيفة حول تحقيق الوعد بإنشاء مجلس للصحافة المكتوبة، فسوف يزداد غضب أصحاب “الأفاريات الإعلامية”، إلا إذا ضمنوا فيه بند الفوضى السائدة اليوم.
رغم الثورة وحرية التعبير، فقد نسينا أهم عنصر لضمان حرية التعبير في أي مجتمع صحفي: الفصل بين الإدارة والتحرير، وأنا من بين الذين بدأوا النقاش حول هذا الموضوع في زمن القمع، وهو اليوم، من أكثر المواضيع نسيانا وإهمالا في الإعلام الذي يتوهم أنه حرّ.
أنا لا يحيرني نهم أصحاب المال إلى سلطة الإعلام، بل عبودية الكثير من المحسوبين على مهنة الصحافة الكلبة إزاء أفاريات أصحاب المال.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock