تدوينات تونسية

كانوا أسودا وأمسوا أرانب

مالك الصغيري
طبقة سياسية رسمية متفسخة ومتمسحة على عتبات الاعلام المهيمن. اكبر قامة في هذه الطبقة يحني راسه خجولا وشاكرا لاي قزم متعملق من صحفجية الاعلام البنفسجي المستفيدين من حرية الاعلام.
حرية الاعلام التي ناضلت من اجلها هذه الطبقة السياسية نفسها ثم سلمتها لنفس الجوقة التي عرفت كيف ترقص على اختلافات المناضلين وكيف تستدرج الجميع الى شراك الاضواء الكاشفة. مثل الارانب. بعد أن كانوا أسودا ونمورا وصقورا أمسوا ارانب. برية ثم اليفة.
محاور الصراع ومضامينه وعناوين المرحلة ومشكلاتها وحقيقة الاوضاع على الارض وافاقها وواقع ميزان القوى داخليا وخارجيا وبرامج النضال والتعبئة والخطط والتكتيك جميعها بيد الاعلام المهيمن ومن ورائه الاربع كارتيلات المالية والبنكية المتحكمة في السلطة والمدافعة عن مصالحها عبر التحكم والسيطرة والاخضاع والتشويش والتخدير وصناعة الراي العام وتوجيهه. مثل الارانب كذلك.
تعتقدون أنكم ملاعين السياسة وان اسلحتكم جبارة. واصلوا القصف. الامور على الارض تتعفن والشعب الكريم سيتحول بمزيد التفقير والوعود الى وحش. وحش لا يشبه الارانب. وقد يأكلها. وقد يبدأ بالارانب الاليفة.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock