تدوينات عربية

حركة اليمين البديل الأمريكية

يحيى اللود 

تعتبر الحركة alt-right الممثلة الان بقوة داخل إدارة ترامب مصدر ازعاج ليس فقط للديمقراطيين والليبراليين عموما وإنما أيضا للمحافظين التقليديين، فهي خليط غير متجانس يضم أسوأ مجموعات النازيين الجدد، البيض حليقي الرؤوس، المعادين للسامية، أعداء المثليين، كارهي المسلمين والمهاجرين عموما.

بدات تظهر الحركة للعلن وتكسب اهتمام الاعلام مع بداية الـ 2015، مع انهم قليلون عدديا الا ان الحركة تتميز بطاقة الشباب والجراءة وكسر المحظورات وهذا أعطى زخما لخطابها. مع بداية الحملة للانتخابات التمهيدية ساهمت أذرعها الإعلامية القوية علي مواقع التواصل الاجتماعي ومعرفتها الجيدة بطريق العمل علي الانترنت في تدمير مرشحي اليمين التقليديين فكانت الهجمات خصوصا على جيب بوش بوصفه مرشح الصفوة الجمهورية، ووصفتهم حينها “national review” بأنهم مجموعة من ناشطي الطبقة الوسطي الذين يعبدون “الأب” دونالد ترامب واتهمتهم “daily beast” باستهداف “السود، اليهود، النساء، اللاتينو والمسلمين”.
وآرائهم العنصرية والمتطرفة منشورة علي مواقعهم، كموقعي 4chan و 8chan اللذين يعتبران منتدى لمنظِّري ومفكري الحركة.
الكثيرون يقارنون حركة اليمبن البديل بـ حركة حليقي الرؤوس “skinhesdss” التي ظهرت بداية الثمانينات، لكن هناك فروق جوهرية بين الحركتين، واهم هذه الفروق هو الذكاء والمعرفة، فحليقي الرؤوس عموما محدودي التعليم وعصابات شوارع ودافعهم الأساسي الكره لغير البيض، ويمارسون العنف علنا، بينما alt-right اكثر ذكاء وتخطيطا لأهدافهم البعيدة وهذا ما يجعلهم أشد خطرا.
الأصول الفكرية للحركة توجد مع مفكرين أمثال: اوسوالد سبنغلر، جوليوس افولا، سام فرانسيس، وبقايا الحركة اليمينية المناصرة للمرشح الرئاسي السابق بات بوكانون، كما ان بعض الأفكار مستوحات من أفكار الحركة اليمينية الفرنسية.
أغلبية أعضاء حركة alt-right. رجال بيض شباب يرون أنفسهم كأبطال للدفاع عن مصالح العرق الأبيض، ومع ان ولائهم للعرق “العشيرة tribe” كما يطلقون عليه فان اكثر ما يوحدهم هو العداء للتعددية العرقية، للمهاجرين وللنسوية والأهم لما يسمي political correctness. فعلا يعتقدون ان محاولة السياسيين دوما مجاملة الجميع يعتبر خطرا علي حريتهم، مثلا يَرَوْن ان التلفظ بالعبارات العنصرية والقادحة ضد الأجانب واتباع الديانات الاخري حق من حقوق حرية التعبير، ويسعون في خطابهم الى تعابير صادمة ومؤذية ويوصم كل من يدعي الليبرالية والتحرر بعبارة “cukservative” او “ديوث”.
يعتبر اليمين البديل المحافظون الجدد أنصار الرئيس السابق بوش من أشد اعدائهم، وكان منظورهم من المعارضين للحرب علي العراق وهم عموما انطوائيين ويعارضون التدخل الخارجي ويعتقدون ان امريكا تخسر كثيرا بصرف المليارات علي حروب خارجية مكلفة لو استثمرت هذه الأموال داخليا لشهدت نقلة اقتصادية عظيمة.
كما يشكك اليمين البديل في نظريات السوق الحرة -الأهم لدي المحافظين- لاعتقادهم ان المصالح التجارية تتعارض احيانا مع الخصوصية الثقافية والتميز العرقي.

اثنان من قادة الحركة الييم بوخاري وميلو يانابوليس يعتقدان ان محافظي “الحزام الانجيلي” أكثر عداء للحركة حتي من اليسار، ويقران بوضوح حذرهم وعدائهم الغريزي للاخر المختلف.
باختيار اترامب لأحد زعماء الحركة كمدير تنفيذي لحملته ثم مستشارا في البيت الأبيض يعطي رافعة قوية للحركة، وبالتاكيد سيستغلون الادارة الحالية كمركب لتمرير افكارهم ونظرياتهم الشيطانية.
#امريكا_ترامب

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock