تدوينات تونسية

سيب الكازي خليني ناكل كيف ما نحب !!!

محمد الناصر رابحي
من اهم سلوكيات المواطن التونسي التي تثير الانتباه هي حتما السلوكيات الغذائية والتي تشكل سببا من اسباب تدهور الوضع الاقتصادي للبلاد وكذلك تشكل خطرا يهدد صحته وسلامته.
لو نتمعن جيدا في هذه السلوكيات يظهر أن غالبية المستهلكين يجهلون ثقافة الغذاء الصحي، ويختارون نوعية الغذاء بعشوائية وبلا ضوابط، ما ساهم بشكل كبير في تفشي كثير من أمراض السمنة والسكري والقلب وهشاشة العظام بصورة واسعة في المجتمع وهو الأمر الذي وضع أكثر من علامة استفهام حول مستوى الوعي الغذائي بين أفراد المجتمع الذي لا يبدأ بالتفكير بالحمية الغذائية وممارسة الرياضة إلا بعد أن يصاب بأحد الأمراض المزمنة.
نقطة سلبية ثانية، هي اثرها على الاقتصاد التونسي.
خلينا نحكيو ارقام ولوجيك
ايا سيدي المنظمة العالمية للزراعة FAO قاتلك الي المواطن التونسي هو اكثر مواطن في العالم يستهلك “القمح” بمعدل 266 كيلو لكل مواطن في العام…
يعني التونسي ياكل 266 كيلو عجين في العام.
بون بخلاف المضار الصحية الي تعرفها الناس الكل، خلينا نحكيو اقتصاد وفلوس.
266 كيلو للمواطن يعني تونس تستهلك 3 مليون طن من القمح سنويا.
انتاجنا الوطني الكل كان سلكناها ورحمنا ربي، نوصلو لي 1.1 مليون طن.
يعني الدولة تستورد تقريب 2 مليون طن من القمح بالعملة الصعبة، وتفرض عليها دعما من صندوق الدعم لتلبية عادات المواطن التونسي الغذائية.
التونسي الي كي يدخل مطعم، اندادو في اوروبا يكمنديو خضر وسلايط وحوت ولحم، وهو يهبطلها صحين مقرونة ولا لازانيا، وفوق هذا يطلب من السيرفور يجيبلو نص خبزة !!! اما مالا ؟ يجي منو ناكل مقرونة شايحة ؟ ماهو لازم اكا ڤدمة الخبز تكون ديما حاضرة ! من غير ما نجبدو حبيب الملايين “اللبلابي” ومعشوق الزوالي “الكفتاجي”.
ننتقلو لمادة اخرى تثير الانتباه، الا وهي “معجون الطماطم” (ليس الطماطم الطازجة) يبلغ معدل استهلاك الفرد التونسي لمعجون الطماطم المعلب 60 كلغ من الطماطم الموجهة للتصنيع أي ما يعادل 10 كيلوغرامات من الطماطم المركزة سنوياً وهو الأعلى عالمياً.
وتتقدم تونس بفارق كبير على ايطاليا التي تأتي في المركز الثاني باستهلاك سنوي فردي يناهز 30 كلغ من الطماطم المعلبة بينما تحتل الولايات المتحدة الاميركية المركز الثالث باستهلاك يعادل 25 كلغ.
ويتراوح الاستهلاك الداخلي في تونس من هذه المادة بين 100 و110 آلاف طن سنويا وهو ما يعادل تقريبا معدل الانتاج. يعني سلكناها الانتاج يساوي الاستهلاك. لكن المشكلة انو في عوض ناكلوها طازجة، ناكلوها معلبة ومركزة ونرحلو بانتاجنا الكل وما نخليوش حويجة نصدروها تعاونا وتفيد الاقتصاد.
بالطبيعة السبب انو ماكلتنا بكلها حمراء، تقريب نعشقو ياسر اللون الاحمر، الي يطوب ماكلة زعرة يعنتها في قاموسنا مريض، والضيف الي تضيفو بشوي برودو وروز ازعر، ما يخلي ما يبقيلك : خويا ترا فيا مريض بالعطعط تحطلي ماكلة صفراء ؟ ولا بالكشي حليت دارك صبيطار وما فيباليش ؟
اخر حاجة نختم بيها هي مادة السكر
التونسي يستهلك حسب الديوان الوطني للتجارة ما يقدر بي 50 غرام من السكر يوميا !!!
نسبة متوقعة، كي تشوف الاوروبي يشرب قهوتو من غير سكر واحنا ما يعدي الكابوسان و”سيكوبراس” كان بي 3 طوابع سكر وكان زادو السيرفور طابع راهو رماه، بخلاف التلميذ الي نهار الامتحان يزققو والديه طابع سكر عالخواء تقول طالع للفضاء، خلي عاد مالعصايد والحلو والمرطبات والميلفاي والكرواسان ماقال حد لحد.
اقتصاديا استهلاك تونس يفوق انتاجها، ولذلك يتوقع الديوان التونسي للتجارة أن تبلغ خسائر توريد مادة السكر خلال 2017، في تونس حوالي 226 مليون دينارا. يعني 226 مليار في السنة، باش نستوردو بيهم سكر باش الشعب يحلي ويولي !!!
خلاصة القول، انو الطبيعة الاستهلاكية السيئة للمواطن التونسي وعاداته الغذائية تضر يوما بعد يوم بصحته هو اولا، ثم باقتصاد وموازنات البلاد المالية بشكل عام، بلاد توجه نسبة كبيرة من وارداتها لتبلية احتياجات شعبها من مواد قد لا تبدو صحية وضرورية : هاو زقوقو، هاو علوش العيد، هاو العظم، هاو السكر، هاو القمح… وفي لخر تلقا 10% منو مطيش في اكوام القمامة.
هل حان الوقت لننقد نمط حياتنا ؟
هل حان الوقت ان نلزم انفسنا بما يناسب ويتماشى مع مبادئ السلامة الغذائية والتوازن الصحي ؟
ام سيب الكازي خليني ناكل اش نشتهى وناكل كيف ما نحب، حتى في ڤدمة باش تمرجوني على والديها ؟

اترك رد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock