تدوينات تونسية

لن أعزي في شهيد المحراب

عبد القادر الونيسي

البارحة كان لي اتصال مباشر مع عائلة الشهيد أبوبكر الثابتي عن طريق إذاعة تطاوين.
طلب مني الصحفي الألمعي خميس بوبطان في البداية القيام بواجب التعزية.
توجهت إلى عائلة الثابتي التي تربطني ببعض أفرادها علاقة ضاربة في الزمن بواجب التهنئة فالشهيد لا نعزي فيه.

شهيدنا أبوبكر ولا نزكيه على الله وسام على صدر تونس وتاج على رأسها.
شهيد المحراب. شهيد الإسلام. الشهيد الذي برأ بدمه الزكي ودم إخوانه هذا الدين العظيم من لبوس الإرهاب.
شهادة أبوبكر واخوانه أخرجت الأمة وخاصة أهل المهاجر من ضيق الحصار المضروب حولها إلى سعة العدل والحق الذي انبلج مع الأرواح الطاهرة التي صعدت إلى السماء.

حركة الأحرار في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وكندا وفي شتى بقاع الأرض الرافعة لشعار الكرامة التي تحاصر طواغيت الغرب وأذنابهم في بلاد المسلمين أشعل فتيلها أبوبكر وأخوانه.

كيف تريدني أخي خميس أن أعزي فيمن سيشفع في أهله يوم الحساب ونحن كلنا أهله كيف أعزي فيمن رفع رؤوسنا بعد ذل. كيف أعزي فيمن دفع عنا دمه الزكي وصمة الإرهاب التي أوقعنا فيها “أولاد بن علي” كيف أعزي فيمن لا تحصى ولا تعد فضائله على أمة الإسلام.
ما أعظم الشهادة عندما تكون خالصة لله ثم للوطن. وما أقبح الشهادة عندما تكون لابتزاز الوطن قطرة بعد قطرة.

“والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون”.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock