تدوينات تونسية

ينزلون إلى ما قبل البورڨيبية

الأمين البوعزيزي
كان بورڨيبة رائدا في دفاعه عن خيار مدنية الدولة في محيط عربي مورط في عسكرة السياسة؛
لكنه زجّ بالمؤسسات الحاملة للسلاح في تصفية معارضيه المدنيين العزّل إغتيالا وتعذيبا وترويعا وإذلالا…
إنقلب عليه لاحقا أحد جنرالاته بتدبير خارجي وتواطىء من كبار “رجالات” حزبه الحاكم.
أذله وأذل المؤسسة العسكرية والأمنية، ودمّر معارضيه، وسبى شعبه على مدار ربع قرن إذلالا وطنيا وإجتماعيا.
ربع قرن من التضحيات توّجها الشعب العميق بانتفاضة مواطنية افقية أجندتها إجتماعية سيادية…
ويا لمكر التاريخ… هاهم بقاياه وضحاياه؛ عوضا عن تجذير خيار مدنية الدولة (أمن جمهوري وجيش جمهوري) وظيفته هيبة القانون وسيادة الشعب على وطنه وقراره. هاهم ينزلون إلى ما قبل البورڨيبية: الزج بمؤسسات هيبة القانون والوطن في لعبة تنازع أيديولوجي شمولي قاعدته التّنافي لا المشترك الوطني !!!
—————— هيبة المؤسسات المسلحة الحاملة لأمانة حفظ هيبة القانون والوطن؛ تكمن في النّأي بها عن تصفية شركاء الوطن الواحد كما كان يحدث زمن بورڨيبة وربيبه؛ وليس باقحامها في لعبة مشهد حزبي مراهق لا وطني ولا مسؤول كما يخطط بقاياه وضحاياه.
من يجرؤ يڨول هذا موش معقول؟

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock