تدوينات تونسية

هو السم في العسل

حسين السماوي

أجمع اليوم نواب الشعب على السماح لحاملي السلاح بالمشاركة في الإنتخابات البلدية القادمة.
من قدم مشروع القانون ؟ ما هو المكسب الذي ستحققه البلاد بتصويت الأمنيين والعسكر في الإنتخابات ؟

حسب رأيي هو الآتي:
ثورة مصر سحقها العسكر، ثورة سوريا سحقها العسكر، ثورة ليبيا سحقها العسكر أيضا.
ثورة تونس كانت أعتى الثورات وأكثرها صلابة في مقاومة الإختراقات والدفاع عن مكاسبها حتى القليلة منها.
سر هذا الجسم الصلب هو حياد المؤسسة العسكرية التي وقفت رغم قلة عتادها سدا منيعا في وجه الإنقلابيين الذين لم يخجلوا حين دعوا قادة الجيش للإنقلاب وإعلان البيان رقم واحد إبان إغتيال شكري بلعيد.
المؤسسة الأمنية نحسبها تعلمت الدرس من أحداث 2011 حين فر رأس النظام وتركهم في مواجهة آلة الغضب الشعبية التي برهنت أنها لا تأكل أبناءها.

النقابات الأمنية
هي أولى إجراءات التحضير لعسكرة السياسة
تمثل هذه النقابات الأمنية (البدعة) هيكلا شبيها بأحزاب الساسة قابل للٱختراق والتوضيف بسهولة مما يخلق ثغرة سهلة إذا ما قرر المسؤول الكبير إقحام الجهاز الأمني في لعبة السياسة.

عسكرة الإنتخابات
ما يحمد للمقبور بورقيبة تأسيسه لجيش جمهوري لا يهوى السياسة، طبعا ليس حبا في هذا الوطن المُغتصب ولكن حتى يحمي عرشه الأبدي ويحصنه من إنقلابات الجنرالات، هذا الجسم العسكري المنيع شكل كابوسا لصناع المشهد في العالم، مما أطال فترة الصراع وإستلزمهم مليارات وسيناريوهات مرهقة ومكلفة لوأد هذه الهبة الإصلاحية التي هددت مصالحهم وخربت عروشهم.
اليوم وبالإجماع، تحت قبة مجلس النواب يُعطى الضوء الأخضر لبداية عسكرة السياسة في تونس.

المُشَرِّعْ والمسهول الكبير ماعاش يساعدو بعد عشرين سنة تقوم ثورة جديدة في تونس ويخرج الشعب يعيط #وينو_البترول.

#عسكرة_السياسة
#إعتزلنا_الصندوق
#ولد_السماوي

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock