تونس أول ديمقراطية في الفضاء العربي…
نور الدين الختروشي
“نحن شمس تضيئ في سماء العروبة بنور الحرية”.. هذه وغيرها من الفرازيولوجيا التبشيرية يرددها هذه الايام العديد من السياسيين والاسلامين منهم خاصة… وهي مغالطة تعكس شوفينية وطنية مرضية، بأكثر ما تعبر عن حقيقة تاريخية ملموسة.
الديمقراطية مسار مفتوح او افق تحرر، اذا اعلنا انجازه فمعناه ببساطة اعدنا انتاج مفاعيل وآليات انتاج التسلط والتحكم في اطار منظومة قمع جديدة… الديمقراطية لا تنجز.. الديمقراطية آلية بحث جماعي متجددة عن الاطار القيمي والقانوني والهيكلي الانسب لتحرر الفرد والجماعة من اكراهات الوجود الاجتماعي. وفي مقدمتها الظلم.. ظلم الانسان لنفسه، او ظلم الانسان لاخيه، او اعتداء الانسان على محيطه الكوني والبيئي وهذا مسار طويل من يعلن نهايته سقط في اطلاقيات الايديولوجيات الشمولية وأمم بوعي أو بدونه قيمة الحرية ومنزع التحرر.
هذا من جهة الاصل النظري اما من جهة الاثر الوظيفي لافتخار بعض السياسيين بالنموذج التونسي، فتقديري ان اثره سيكون سلبيا على اشقائنا في مغرب ومشرق وطننا الكبير. فلكل بلد خصوصيته واسلوبه في انجاز مسار تخلصه من ارث الدولة المخزنية والاستبدادية. فلا منة على شقيق بمثال أو نموذج. فقد نثير حساسيات وربما عداوات مجانية تضر بصورتنا وتوازن علاقاتنا مع اشقائنا بأكثر مما نشجعهم على السير في طريق التحرر… دعوهم يشهدوا لنا بما ننجز ولا تشهدوا عليهم بما لم ينجزوا…