تدوينات تونسية

صورة كاريكاتورية لفريجيدار التونسي

منجي باكير

باش نحكيوا على -الفريجيدار- علاش ؟ على خاطر الفريجيدار عندها أهميّة كبيرة عند العايلة التونسيّة وتقريبا هي الحاجة الوحيدة في الدّار اللي عندها قدر خاصّ… وتتفقّدها كلّ العايلة من الكبير للصّغير.. حتّى أكثر من 10 مرّات في اليوم والليلة.. اللي يطفي منها عطشو.. واللي يسخّن منها ماكلتوو اللي يفرهد بيها على بالو باشْ ينسى شويّا ستراسْ، وطبعا اللي ينسْنسْ على كلّ قضية جديدة باش يسبق ويذوقها، من قبلْ ما يفيق بيها غيرو…

الفريجيدار زادة عندها ميزة أخرى،،، ميزةْ أنّها الحاجة الوحيدة اللي يجمعوا عليها ويتلاقاوْا عندها كلّ أفراد العايلة على مختلف هواياتهم ومشاربهم،، سواء متغششين وإلا فرحانين،،،

واحد فدْلاكجي مرّة حكالي، قالّي في العطلة الصيفيّة الفايتة عندي ولدي قعدت تقريبا شهرْ ما شفتوش، أنا نخرج للخدمة نخلّيه راقد، وكيف نرجع في الليل موخّر نلقاه في بيتو مسكّر عليه إمّا راقد وإلاّ على الفيس بوك، أهو ليلة عطشت. قمت نعمل في شريبة نلقى الوليّد بحذا الفريجيدار، قال من الفرحة نقّزت عليه حضّنتو وحمّلتوا مليييح وقلتلوا وييينك يا وليدي توحّشتك،،، الوليّد تأثّر بالموقف ياسر، هبّط راسو وشدّو البكاء والغصّة…

الفريجيدار بصفة عامّة أشكال وأنواع زادة، ثمة فريجيدار صغيّرة قدّ أمّاليها وساعات اللّي فيها ما يخلّصشْ قيمة الضّوء اللي تمشي بيه، وثمّة فريجيدار كيف متاع مسرحيّة الواد سيّد الشغّال، فريجيدار توكّل بلاد كاملة، تحوّس فيها براحة، الحوت بالطّارات واللحم بالسّقايط والخضر والغلال بالقاجوات… وثمّة الفريجيدار متاع الهايْ سُوسايتي والفينو،،، تلقى فيها أطعمة متاع ريجيم،، شويا خضر بيولوجيّة… وغلال وفواكه عادة متاع بلاد برّة على شويّة مشروبات غازيّة لايت أو ما يعادلها شكلا ويفوقها تأثيرا…

أما بصفة خاصّة تلقى فريجيدار العائلة الشعبيّة التونسيّة (تيبيك) وفيها مكوّنات تقريبا (ستندار)، تحلّ باب الفريجيدار، تلقى (بازْ) من فوق دبّوزة سيرو متاع كحّة وشويّا دوايات متاع سخانة، بحذاهم حويرة عظم، تحتهم شطر قارصة، كعيبات صلامي، حكّة هريسة، باكو حليب وزبدة وإلاّ معجون،،، من بعّد تلقى برشا دبابس متاع قازوز، كلّ أنواع القازوز وكلّ أسماء القازوز لكن داخلهم معبّين بماء الماجل، ويمكن تلقى زادة دبّوزة روزاطة على ما ياتي يجيش ضيف على غفلة…

لْداخل تلقى فواضل الجمعة، صحن ملوخيّة، كسرونة مقرونة،،، صحفة بسباس وإلاّ طبيخة، وطبعا لوطا تحتهم.. تلقى ساشيات الخضرة…

أما القلاسيارْ، هاكي عادْ حكاية أخرى، القلاسيار يا سيدي غالبا تكون مرصّفة ومعبّية بحكك متاع قلاص على كلّ لون يا كريمة وعلى كلّ المذاقات، لكن من داخل تلقاهم معبّين بالفول والحمص والجلبانة، معاهم زادة شويا لحم مفروم وإلاّ إسكالوب، وما يجيكش عجب كان تلقى فاضل دوّارة عيد عمناولْ أما إذا كانت المرا دبايريّة ومغرومة بالروساتات وقتها تزيد تلقى دبيبسات متاع عصاير القارص وإلاّ الفراز…

حاصيلو تقريبا هذا حال فريجيدار أغلب العايلات التونسيّة،، وما تحفل وتزهى كان في شهر رمضان، أما في العيد الكبير وقتها بالحقّ الفريجيدار التونسيّة يرجعلها الإعتبار!

هذي عبارة عن صورة كاريكاتوريّة، لكن حديثنا وراه غصّة كبيرة وبرشا وجيعة، برشا وجيعة يحسّها السواد الاعظم من التوانسة شوفوا وين وصل مستوى العيش متاع التونسي، توّا ماعادش نحكيوا على غنّاية (العيش الكريم)، ولّينا حتّى العيش حاف صعيب، وصعيب ياسر، والحكومات المتعاقبة أثبتت فشل ذريع في إصلاح الوضع الإقتصادي، وباش نوضّح راهو اللي حكينا عليه يهمّ الطبقة المتوسّطة، إيه نعم الطبقة اللّي المفروض تكون الطبقة المترفّهة، أما آش حال اللي ما عندوش فريجيدار خلاصْ وحالتو مِتعبة أصلا ؟؟؟

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock