تدوينات تونسية

حضارة دخلت التاريخ بثورة عمت المعمورة

نزار يعرب المرزوقي
حضارة دخلت التاريخ بثورة عمت المعمورة وتستأنف دورها فيه باخرى تعيد للإنسانية الأمل لا تأبه بالمشككين فيهما.
حضارتنا العربية الإسلامية دخلت التاريخ بالثورة المحمدية المصلحة للدين والمحررة للإنسان روحيا وماديا
وهي تستأنف دورها فيه بثورة الحرية الكرامة.
حضارة بهذا الوزن لا تأبه بالمشككين في الثورة الأولى إذ يستهدفون الهوية العربية الإسلامية ظانين أنها تعتمد على أساس عنصري هو مرجعهم الخاطئ بحكم قراءتهم للتوجه القومي الفاشي الاوروبي المؤسس لفكر اليسار القومي البعثي.
فهويتنا ثقافية وقد سبقت اسس الإنتماء الحضاري حتى الحديث منه في الفلسفة الغربية التي لم تبلغ منظارها إلا بقراءة كسيرر النقدية لمشروعي كانط وهيجل في فلسفة الثقافة ختما لفلسفته للأشكال الرمزية.
ملخص العمدة الأولى لحضارتنا حدده مؤسسها وقائدنا، كل من تكلم العربية فهو عربي. وهذا لا ينفي التنوع إذ لا فرق بين أعجمي وعربي إلا بالتقوى.
هذا نظرا. أما عملا فقد حقق التاريخ المقولتين.
إذ اصبحت اللغة العربية من أكثر اللغات انتشارا في العالم.
1. بالرغم من الضغوطات الاستعمارية ووضع تونس افضل مثال في علاقتها باللغة الفرنسية.
2. وبالرغم من تخلي أبنائها عن واجبهم نحوها.
3. ورغم عدم مواكبة الدول الناطقين بها رسميا للمنتج العلمي والثقافي التربوي العالمي.
4. ورغم غياب الفكرالتسويقي المبدع لدى مؤسسات أبنائها الاقتصادية التي يعارض أصحابها في اغلبهم الثورة واللغة العربيتين عوض استعمالهما قاطرات للتسويق الدولي الذكي الذي يساهم في قلب التوجه الاستعماري في عقر داره.
وثقافة حضارتنا أكثر الثقافات محافظة على التنوع اللغوي والديني فما يوجد في الوطن العربي من ديانات ولغات شبه منعدم في بقية الأمم ولا تقترب من ثرائه سوى الحضارة الهندية والأمريكية في بعض جوانبها نظرا لا عملا (لما اقترفته من جرائم في حق الهنود أصحاب الأرض ولما تقوم به من جرائم ضد الانسانية منذ انفتاحها على العالم في القرن العشرين ولغاية عودة اليمين الصهيوني بداية القرن الحادي والعشرين واليمين القومي حاليا وان تخللت بعض محاولات التدارك).
كما أن هيكلها السياسي المؤطر أي دولتها لا تأبه بالتمييز العرقي العنصري ولا حتى بالجغرافي الاستعماري فضلا عن الفكري منه.
1. فقادة الفتح في المغرب أبرزهم طارق بن زياد تبنوا الحضارة العربية الإسلامية طوعا لا كرها ولا زالت الجغرافيا مرسخة لمنجزاته حتى بعد ما يسمى بالاسترداد.
2. ومحركو توحيد الأندلس بعد التشرذم كانوا من الموحدين ومن المربطين.
3. وقادة التحرير كذلك أبرزهم الأمير عبد القادر في الجيل الاول من المقاومة في الجزائر والشيخ عبد العزيز الثعالبي في الجيل الأخير منه في تونس بالاضافة الى رموز التحرير في المغرب وابرزهم الخطابي.
4. كما أن ثورة الحرية والكرامة تجاوزت الحدود الاستعمارية التي كبلت التحرير فبلغت مصر وليبيا وسوريا واليمن والعراق وأصبحت قدوة حتى لشباب الولايات المتحدة وستبلغ حتما شباب من يريد استعمارنا خدمة للغرب (إيران وإسرائيل) ومن يرى استعمارنا ضرورة لبقائه (أوروبا).
كما قدنا العالم بالثورة المحمدية سنقوده من جديد بثورة الحرية والكرامة، فصبرا جميلا، ولندع للزمن الوقت الكافي كما قال قائد ثورة الصين، ولنعمل بمنطق مؤسس حضارتنا وقائد ثورتنا الأولى عند تأسيسه للدولة بعد الهجرة وإعدادا لها قبل الهجرة.

اترك رد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock