إلى السيد وزير الداخلية: تحمل مسؤوليتك في الموازنة بين الأمن والحرية
سليم بن حميدان
لي صديق حميم، هو ابن قريتي “الماي” من جزيرة جربة.
تعاشرنا في فرنسا مدة طويلة، سنوات الهجرة واللجوء، ثم عدنا إلى تونس أين جمعنا حزب المؤتمر ولقاءات السياسة والسمر العائلي والحملات الانتخابية.
أعرف الرجل كما لا يعرفه أحد، وأشهد كما يشهد له كل أهل القرية إلا من حسد أو أبى بأنه خلوق، ثقة، معتدل في تدينه، متفاني في عمله، وفيّ في عهوده، خدوم لغيره، كريم في عطائه، غضوب في الحق وكاره للأشرار من بقايا نظام المخلوع.
يبدو أن مجرما من هؤلاء أو جهة على علاقة بهم أرادوا منه انتقاما فدبروا له مكيدة بالوشاية به إلى السلطات الأمنية لكي يجد نفسه، بين عشية وضحاها، مصنفا لديها بشبهة الإرهاب وعرضة للبحث والاستجواب.
تعرض أخيرا للايقاف والبحث في مطار جربة خلال سفرة عائلية الى باريس وتم تعطيله حتى كادت تفوته الطائرة لولا تأخر إقلاعها من حسن حظه.
باختصار، لقد وقع، بين عشية وضحاها، عرضة لإجراء حدودي أصبح يتم استعماله بشكل اعتباطي ومتعسف دون تحريات دقيقة مسبقة واستنادا إلى مجرد وشاية أو تبليغ يندرجان في اطار النكاية والحسد وتصفية الحسابات الشخصية.
أقول هذا، لأن صديقا آخر تونسيا أعرفه منذ سنوات، في المدينة الفرنسية التي أقيم بها، يتعرض هو الآخر منذ عام تقريبا لنفس الاجراء الحدودي كلما دخل تونس أو غادرها علما بأنه لا يتعرض لأي إزعاج من طرف السلطات الأمنية الفرنسية التي يحمل جنسيتها ويعمل بأحد مطاراتها، مؤكدا لي بأنه ضحية وشاية مغرضة من طرف نذل حسود ينتمي الى نفس العرش.
أعلم أن هذا الاجراء الحدودي هو من وسائل الوقاية ضد الارهاب وحماية أمننا القومي، ولست أطالب وزارة الداخلية بإلغائه مطلقا ولكنني أدعو إلى استعماله دون تعسف ولا مبالغة.
عدم التعسف يكون خصوصا بإلغائه فوراً في حق أي مواطن ثبت اعتدال تدينه، في الأوساط التي تعرفه، وشهد له بذلك عدد من الثقاة لأنه إجراء لا يشمل على ما يبدو لي إلى حد الآن الا المتدينين من رواد المساجد الذين هم، في الواقع، أكثر الناس حصانة ضد التطرف (كما يؤكده صديقنا المفكر الفرنسي فانسون جيسار).
بكل صراحة وبصوت مرتفع أقول لك سيدي وزير الداخلية، بصفتي نائبا مؤسسا للجمهورية الحقيقية ومشرعا لدستور الحرية والكرامة :
[تحمل مسؤوليتك في الموازنة بين الأمن والحرية وقل لأعوانك من الأمنيين الشرفاء العاملين في أجهزة مكافحة الإرهاب والذين نحيي بالمناسبة جهودهم في الذود عن حمى الوطن والثورة :
“ابحثوا عن الارهابيين في هواتف رجال الأعمال الفاسدين وأباطرة التهريب ومرتزقة المخلوع من المرتبطين بكتائب قذاف الدم وميليشيات حفتر ودحلان وآل نهيان”].
#الفساد_هو_الإرهاب