تدوينات تونسية

زلّة النّائب في “الشّاة المعلّقة من كراعها”

عبد اللطيف علوي
مع الاحترام الشّديد لتعليقات الجميع، أرى أنّه من السّخف والإسفاف التّعليق على زلّة النّائب في موضوع الشّاة المعلّقة من كراعها… واضح جدّا أنّه مجرّد سبق لسان، حيث فكّر في المعنى وتذكّر أنّه ورد في القرآن (المعنى وليس القول)، ولكن أحيانا يشتغل العقل واللّسان بنوع من التّفاوت في السّرعة وخاصّة عند الحديث المباشر، فنسمع ما سمعنا…
أريد أن أقول إنّه من الجهل أن نتصوّر الجهل في الناس إلى هذا الحدّ…
طبعا هم جاهلون بأشياء كثيرة، ولكن لا يفترض عاقل أنّه لا يعلم بأنّ القرآن نزل بالفصحى، فيصدّق أنّه قال ذلك الكلام عن جهل، وأنّه يقصد حرفيّا ما قال… شويّة جدّيّة يهديكم…
تخصيص مئات الستاتيات وآلاف التعليقات وعشرات آلاف التنبيرات لشيء كهذا، لا يدلّ إلاّ على حالة فراغ ذهنيّ وحالة قابليّة مفرطة للاستثارة لأبسط وأتفه الأشياء…
هذا يذكّرني بالتلاميذ داخل القسم الّذين يضحكون من زلّة أحدهم إذا عطس أو كحّ أو تلعثم أو قلب الأحرف، وكأنّه موقف عجيب طريف “يفطّس من الضّحك”…
هذا الأسلوب يذكّرنا أيضا بذلك الكمّ الهائل من التّمقعير المذرّح على المرزوقي ورفيق عبد السلام وعلي العريض والجبالي وغيرهم…
تتذكّرون عبارة علي العريّض “بعد نصف نهار تجي ماضي ساعة” وقوله “كنّا نستنّاو فيهم من قدّام جاونا من تالي” وقولة “جثث على قيد الحياة” لعبد السلام وحكاية الكلاسط متاع المرزوقي وغيره…
حين يتندّر العامّة والفروخ بمثل هذه السّخافات يمكن أن نفهم الأمر، باعتباره لعب ذرّي، لكن عندما ينخرط في ذلك المثقّفون ورعاة الإبل، فهذا يدعو للتّساؤل حقيقة…

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock