تدوينات تونسية

بلّورة 2017،، خاصّ بالتونسييّن فقط

منجي باكير

عام يمرّ وعام يأتي وهذا من تمام السّنن الكونية الماضية بقدر وتقدير، وكلّ عام ليس فيه تغيير أو إضافة فإنّه يكون -سبهْللا- على أيّ فرد أو جماعة أو شعب، وليس المطلوب ولا من المنطقيّ أن يترقّب الواحد منّا كلّ عام نهايته ليلفّ وليصُرّ فيه آلامه وأحزانه وإخفاقاته ويعلّق عليه أسباب فشله وتردّيه ولا من المنطقي أيضا أن يستلقي على ظهره ويظلّ ينسج الأماني والأحلام والطموحات التي تراوده ولا يسعى لها ليعترض بها العام المقبل و -يعوّل- عليه في تحقيقها أو يتوعّده باللعن في آخره.

للأسف نحن التونسيّون شعب (في أكثره) دأب كل العقود الماضية على فعل هذه الشّائنات عند -كلّ رأس عام- ثم نرجع أوّل العام القادم، وسطه وآخره إلى ارتكاب نفس الحماقات التي -عوّدونا إيّها- وزيّنوها لنا وبلعنا طُعمها جهلا وتعمّدا،،، كلّ عام بعد أن نستمع إلى ما يقوله العرّافون والمنجّمون والدجّالون بشغف وانتباه وتمنّيات زائفات، نرجع بعدها إلى الخمول وواهيَ الأحلام وإلى الحسابات الخاطئة والتقديرات العرجاء، نرجع إلى صناديق القمار وبلاتوهات العار ونرهن أنفسنا بين المسلسلات و -قعدات القهاوي- وتعمير أوراق القمار الرّياضي العالمي بعد أن استوفينا المحلّي أملا زائفا في ثروة قد لا يوفّرها الجهد والعمل والعلم في بلاد لا تثمّن الوقت ولا العمل ولا تقدّر العلم والعلماء ولكنّها ترفع عاليا مكانة مستعملي ومستعملات الخصور والأرجل وعُمّار الكباريهات…

للأسف نحن شعب يتقن الأحلام والسّهر والفوضى والغباء والرّغاء ولا تعظنا الأيام ولا يردّنا نُصح ناصح ولا يثيرنا تقدّم الشعوب والأمم الأخرى، فقط نحن نحسن القعود على قارعة التاريخ -نقشّرْ القلوب- نلعن الحظّ ونجرّم السياسات.

خلاصة 2017 : لن يغيّر من حالنا ولن يحمل لنا شيئا لم نعمل من أجله أو نسعى إليه، 2017 لن يصلح ما ضيّعناه طيلة السنين الفارطة أبدا،،، فقط إذا نهضنا بفكرنا وغيّرنا من سلوكاتنا وثمّنّا الوقت والعمل وحاكينا مثاليّةَ الشّعوب المتقدّمة، ثمّ تعلّقت هممنا وهمم حاكمينا في التّوق إلى الإرتقاء والإقلاع ونزعنا عنّا سُبُل الغواية ووضعنا عن أنفسنا أغلال الرّداءة، عندها سنضع بصماتنا على صفحات العام القادم والأعوام التي ستليه…

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock