تدوينات تونسية

سيّدتي القاضية، والزّيُّ الرّسْمي، والوَعْدُ الجريء.. !

عبد القادر عبار
“أما بخصوص هذا الزيّ الرسمي،.. فقسمًا بالله لن أرتديه إلى أن يقع تطهير مؤسسة القضاء”. وَعدٌ جريءٌ أقسمت عليه السيدة القاضية “حسيبة حقّي” خاتمة ًبه مرافعتها الجريئة !!..
على مدى 8 دق و24 ث، (هي مدة الفيديو المسجل)، ظلّت القاضية في دائرة المحاسبات “حسيبة حقّي” ترفع صوتها موضّحة ومبيّنة ومندّدة، وفاضحة للأطراف العشرة التي تراها قد ساهمت، وتورطت بطريقة أو بأخرى، في نسج خيوط مظلمتها الغريبة من نوعها، ذاكرةً الأسماء بصفاتها، بتسلسل هرمي تصاعدي، ومحمّلةً كل طرف نصيبه في المظلمة، المتمثلة في إيداعها مستشفى الأمراض العقلية -الرازي- بمنوبة، كنزيلة للعلاج، ردًّا على جرأتها على تحريك وكشف ملف فساد في المؤسسة القضائية التابعة لها بالنظر، ثم رفضها لمكافأة مقابل الصمت!
كانت مرافعة شخصية، حادة، قوية وجريئة، مشحونة بحُرقةِ مَقهورٍ، مسّهُ ظلمٌ غير منتظر، وفاجَأَهُ عقاب ٌغير معهود… هذه المرافعة وجّهتها المتضررة إلى الشعب التونسي بكافة شرائحه، وبالأساس إلى الأرواح الطاهرة، والقلوب المؤمنة، والى كل من يهمّه إعلاء كلمة الحق ومصلحة هذا البلد الأمين، ومحاربة الفساد والقضاء عليه، خاصة المتغلغل منه في المؤسسة القضائية، إيمانا منه بأن العدل أساس العمران.. هكذا قالت سيدتي القاضية، لا فُضَّ فُوهَا.
وأخطر ما ختمت به مرافعتها قَولُها “أما بخصوص هذا الزيّ الرسمي (وأشارت إليه ممسكة إياه بيدها) والذي أدّيت به اليمين على أن أقوم بواجباتي تحت شعار العدالة.. فقسمًا بالله لن أرتديه إلى أن يقع تطهير مؤسسة القضاء…”
وكأني بها تقول : ردّوها علي، إن استطعتم !!

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock