تدوينات تونسية

قطيع… وقطيع!!

نور الدين العويديدي
اللهم فاشهد أني أكتب هذا وأنا كاره..
بعض المتنطعين من ثوريي الوقت الإضافي، بعد أن صارت الثورية بلا تكاليف، يملكون وقاحة الحديث عن أبناء النهضة باعتبارهم أفراد في قطيع. ولا أدري كيف واتت الوقاحة من استيقظ متأخرا على منطق الثورة، أن يتهم من قضى نصف عمره في السجن، وصبر على التعذيب وقلع الأظافر من أجل قيمه وقناعاته، بأنه فرد في قطيع، لما كانت أسمى أمانيه هو، التي لا يدركها الا نادرا على خوف، ان يكتب شيئا في الفايسبوك باسم مستعار، بعد ان يلتفت يمينا وشمالا سبع مرات، خشية العسس.. وقد يخرج من “البيبلينات” بعد ان ابتل سرواله.
بعض هؤلاء هم في الواقع عناصر في قطيع المزايدات.. قطيع أحزاب ميكروسكوبية لا تزيدها الأيام إلا تشرذما وانقساما، مثل الميكروبات. ولو كان فيهم خيرا لحافظوا على احزابهم ليكون لهم حضور في الساحة وتاثير فيها.
ما لا يدركه هؤلاء أن للنهضاويين مؤسسات وصفحات يتجادلون فيها “بالسيوف” أحيانا، دفاعا على افكارهم وقناعاتهم التي دفعوا لاجلها اعمارهم.. لكنهم اذكى من قطيع المزايدات، يعرفون ان قوتهم في وحدتهم.. يعرفون ان الرماح تأبى اذا اجتمعن تكسرا.. وإذا تفرقت تكسرت احادا.. فمن هو الاولى بان ينسب الى منطق القطعان، من يحفظ وحدته مصدر قوته، ام من لا يهمه من السياسة الا “فشة الخلق”، كما يقول الشوام.
أحد المزايدين حين ارتبك وخانته قواه الفكرية امام اسئلة طرحها حول “قانون التطبيع” الدكتور نور الدين العلوي استاذ علم الاجتماع في الجامعة التونسية والاديب صاحب العديد من الروايات المنشورة، اتهمه بانه عنصر في قطيع النهضة، جاهلا بالرجل من يكون وما علاقته بالنهضة.. ولان المزايدات كثيرا ما ترتبط بالجهل وقع الجاهل وقعة لا تليق الا به.

اللهم احفظنا من قطيع المزايدات فإنهم اصدقاء في دنيا الثورة اسوء من الد الاعداء.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock