تدوينات تونسية

أربع مدارس في علاقة الإعلام بالسلطة

كمال الشارني
• أنا، لو كنت رئيسا وأنا على ما أنا عليه، حتى ليوم واحد، ما كنت لأدعو المسؤول الأول عن الإعلام العمومي إلى مكتبي، حتى لا يتهمني المؤرخون بأني كنت أعمل على تدجين الإعلام، لذلك لن أكون رئيسا أبدا،
• أنا، لو كنت مسؤولا عن الإعلام العمومي، ما كنت لأذهب إلى رئيس الدولة، حتى لا يتهمني المؤرخون أني دجنت الإعلام العمومي وكنت أتلقى التعليمات من السلطة التنفيذية، لذلك لن أكون أبدا مسؤولا في الإعلام العمومي، (ولا في الخاص)،
• حسنا، ماذا لو كنت رئيسا حقيقيا وفق منظومة الحكم الحالية: لما دعوت أي مسؤول إعلامي إلى مكتبي، وكنت بدل ذلك أنشأت علاقات سرية مع كل مسؤولي الإعلام العمومي والخاص، أستغل فيها وسائل الدولة لدفع الأنذال والجبناء والخونة لكي يكونوا في خدمتي لمدحي بمقابل وشتم أعدائي مجانا، فأتحكّم في الإعلام عن بعد دون أن يتهمني أحد بأني فعلت ذلك،
• أنا، لو كنت مسؤولا عن الإعلام العمومي في ظل رئيس مثل هذا، لتذكرت أني ما بلغت تلك المسؤولية إلا بما بذلته من جهود لإقناعه بأني سأكون “عند حسن نظره” ومن باب التنافس في نيل رضاه مع جيش من المنافسين الذين لا موهبة لهم إلا ما خلده شاعر يمني في حديث عن المدارس الشعرية في بلده: “ليس لدينا سوى مدرستان شعريتان: واحدة في مدح الإمام وواحدة في طلب عفوه”،
نحن عندنا أربع صور في علاقة الإعلام بالسلطة، ولكم سديد النظر، والسلام،

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock