تدوينات تونسية

تونس التي ضيعت علماءها

عبد القادر الونيسي

في زيارة للولايات المتحدة الأمريكية سنة 94 للتعريف بمحنة تونس عند دوائر اسلامية نافذة أنذاك.

نزلت في ضيافة صديق تونسي نابغة انتبه إليه الأمريكان وأشركوه في أحدث مشاريعهم التكنولوجية وأحاطوه بكل الرعاية والعناية فضلا عن وظيفته العلمية في كبريات الجامعات مع كل هذا كان له شوق لخدمة موطنه وأمته لكن سدت الأبواب في وجهه.

في بداية الثمانينات حدثتني أخت من جهة نابل عن أخيها المتخرج من كندا والذي ابهرهم باختراع غواصة لا يتجاوز طولها خمسة أمتار لها قدرة عجيبة على استكشاف أعماق البحار. انهالت عليه العروض المغرية من كل مكان. رفض ذلك وقال ستكون هديتي لبلدي فلا تحاول. عاد بغواصته أكرموه وعينوه مهندسا في معمل الاسمنت والغواصة سلموها لديوان الصيد البحري بقيت لسنوات راسية امام الديوان حتى صدأت وتفككت.

عالم الذرة بشير التركي أول رئيس عربي لوكالة الطاقة الذرية أقام أول مشروع لصناعة الذرة في العالم العربي لتمكين تونس من الطاقة النووية في السبعينات. تم غلق المخابر وأجبروا صاحبها على الهجرة إلى ليبيا.

لن أتحدث عن الدكتور منصف بن سالم الذي وقفت شخصيا على اعجاب الدوائر العالمية بنبوغه والعروض التي انهالت عليه من كبريات مراكز البحوث العلمية لكنه ردها كلها حبا في تونس رغم العذاب المسلط عليه.

هذا فيض من غيض دفعني إليه مأساة العالم التونسي الشهيد محمد الزواري. أما كان أولى بتونس أن توفر له كل ما يطلبه وهي قطعا تملك إمكانات تفوق حماس المحاصرة أرضا وجوا وبحرا وتدخل من خلاله عالم التفوق والتميز التكنولوجي في العالم وتستفيد الأمة جمعاء ولكن ضيعناه كما ضيعنا وسنضيع غيره.

وحسبنا الله ونعم الوكيل.

اترك رد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock