تدوينات تونسية

حميدة امرأة ولدت يوم 14 جانفي

عبد القادر الونيسي

كعموم التونسيين تعاطفت مع ضحايا سنوات التدمير الممنهج لانسانية الانسان.

مررت من هناك ولكن شهادة حميدة زلزلت كياني وبكيت كما يبكي الأطفال.

كنت شاهدا على محنة العشرين بأيامها ولياليها. شهادة حميدة العجنقي فجرت شيئا مكتوما بقي ثاويا في أعماق الذات يغيب حتى تظنه ذوى ثم يستيقظ فجأة فتيقن أنه سيلازمك إلى قبرك.

أذكر في لقاء مع أخصائية فرنسية لمعالجة ضحايا التعذيب ذكرت لي أن من تعرض مرة للتعذيب فسيبقى أسيرا لهذا الكابوس حتى يغادر هذه الدنيا.

لم تنتهي محنة حميدة ولن تنتهي لكن إرادة الحياة وعلو الهمة وحب الناس وصفاء القلب وسمو الروح جعلها تدوس على آلامها ومحنتها وتقول أني ولدت يوم14 جانفي.

شهادة ميلاد حميدة هي شهادة ميلادنا جميعا هي شهادة ميلاد شعب.

حميدة هي المرأة التونسية المؤودة التي أحيتها الثورة.

“لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ”

اترك رد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock