تدوينات تونسية

السابع عشر منه… تتفتّح لشكون يا زهر الليمون..

محمد يوسف
لتكن وقفتنا عند الذين يلعنون اليوم الثورة، ويتهكمون على البرويطة وينكرون وجود ثورة اصلا :
– هؤلاء في المرحلة الاولى سرى فيهم الرعب في بداية الامر وامتدت هذه الفترة الى سنة 2012، فهم في تلك الفترة اما مختفون كامنون او مادحون للثورة وطبعا يسعون بذلك للتقرب من الرموز السياسية المحسوبة على الثورة،
امثال هؤلاء برز منهم الاعلاميون الذين انطلقوا في اظهار الفقر والتهميش والظلم وفضائح القصر،
اما السياسيون التجمعيون المعروفون فلم تتح لهم هذه الفرصة آنذاك فقد تحلوا بالصمت والخوف،
– اما المرحلة الثانية فكانت مع حكم الترويكا، فجلهم وجد فرصة للبروز ومناصرة معارضيهم من الاحزاب اليسارية والتقدمية وقد ابلوا في ذلك بلاء حسنا، فاصبحوا مسيسين ومتأدلجين وحقوقيين ومثقفين وجلهم لم يقرأ له كتابا في حياته، ولكنهم اضطلعوا بمهمة كبيرة وحاسمة ضمتهم الى عدد من المناضلين التقدميين، وهذه المرحلة امتدت الى طور جديد مع بروز مشروع جماعة الباجي الذي كان على مقاسهم، لمعارضة النهضة وازاحتها ومناصرة النداء وهو ضمنيا فيه حنين الى ما قبل السابع عشر مع الاحتفاظ مؤقتا بشعار الثورة المجيدة وثورة الحرية والكرامة و”امالة علاش اعملنا ثورة”.
– المرحلة الثالثة وهي المرحلة الحالية وتتضمن التهكم من ثورة البرويطة ومدح نظام بن علي والمبالغة في التغزل بالماضي البنفسجي متكئين على تردي الاحوال المعيشية وغلاء الاسعار وانتشار السلوكات الفوضوية المتمردة.
ولذلك فهم يحومون حول مطلب وحيد، نحتاج منقذ للبلاد، زعيم جديد، وطز في الديموقراطية ما دامت البلاد قد ضاعت،
طبعا، يجوز سؤال في هذا المقام. من غطى لهؤلاء تقلبهم وسهّل لهم بروزهم واستخدمهم في صناعة مآربه ؟
للاسف من بين الذين استجلبوهم وشدوا ازرهم، مناضلون واحزاب وتيارات قضت عمرها تناضل ضد الدكتاتورية، لكن انتصار خصومهم الاديولوجيين عمى بصيرتهم. وبالمقابل لم يتردد هؤلاء الخصوم في التحالف معهم، وبذلك يكونوا البنفسجيون قد فازوا بعشق اليساريين والاسلاميين،
بالتأكيد ان هؤلاء الذين ينكرون ويلعنون الثورة هم اكبر المستفيدين منها وقد انقلبت اوضاعهم ونالوا مغانم ودرجات لم يحلموا بها، وتصدروا مواقع ومشاهد لم يخطر ببالهم قط ان يبلغوها… لولا السابع عشر. الذي يسخرون منه.
اذا اردتم ان تعرفوا من هم هؤلاء، انظروا فقط الى ابطال الفضائيات ودمى الشاشات، لا فقط في شهرتهم وانتشارهم وتأثيرهم فهذا ظاهر معلوم، ولكن لو علمتم ما اصبحت تحتويه حساباتهم البنكية بعد الثورة، وقد كانوا قبل الثورة يستعبدون بقروش قليلة ويشترون برحلة او غداء او اقامة في نزل او حتى نيل رضى رؤسائهم في العمل، لقد كانوا غارقين في ديون القروض الشخصية ومن ملك منهم سيارة. تكون اقل من شعبية، لقد غيرت الثورة احوالهم. لانهم عرفوا كيف يلعنونها،
اما الشق الثاني من غير الاعلاميين فهم الحائزون على المناصب والرتب، فمن كان يحلم برتبة عضو شعبة اصبح نائبا في البرلمان او وزيرا او واليا او معتمدا،.
ان كل الحائزين الجدد على الوظائف السامية، لم يكن لهم حظ نيل عشرها لو استمر بن علي،
لذلك هم يناضلون من اجل عودة نظاله…
كل ثورة واحنا فرحانين…

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock