تدوينات تونسية

أردت أن أشاركهم فيما يعانون

شوقي الشايب

والذي بعث محمد بالحق أن قلبي يعتصر كما يعصر العنب فينزل دما لذة للشاربين. ووالله احترت بين ضعف حيلتي وهوان امري، ولعلي ترددت أن أكتب كلمات لا اقابل ربي بسواها وياله من ضعف وحيله.

وواقع حلب لا يحتاج احرفي ولا احرف غيري، ولعل قلبي بين القلوب المتناثرة على قارعة الطريق هناك ليس ذو معنى ابدا.

كنت فيما مضى اعزي نفسي برواية وردت في الآثار عن الفاروق أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب رضي الله عنه حينما خرج إلى العراء زمن البرد بثوب رقيق فجاءه أحدهم وقال يا صاحب رسول الله ااتيك برداء تقي به نفسك شر البرد؟ فأجابه رضي الله عنه : والله ما ارضاه فإنني سمعت ان من أمة محمد أناس ترتعد الآن بردا وليس لي ما احملهم عليه فأردت أن اشاركهم فيما يعانون.

واستانست بهذه المشاركة المعنوية حين حصار مخيم اليرموك أثناء البرد. ولكن اليوم أي وجدان وأي شعور وأي مشاركة أستطيع أن اتقاسمهم إياها!

ليس لي سوى الدعاء لهم والدعاء على مناصري السفاحين من أبناء جلدتنا وما أكثرهم لعنهم الله ما اتعس عقولهم أن كانت فيهم عقول.

اترك رد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock