تدوينات تونسية

حلب والممانع الذي حرق البلد

نور الدين جلالي

سنة 540م احتل “خسرو/كسرى” حلب وخربها… ولكنها قامت بعد سنين… وعادت حلب بعد أن أعاد بناءها الإمبراطور البيزنطي “جوستيان 518-565م”…

فتحها العرب المسلمون في عهد عمر بن الخطاب فدخلها “خالد بن الوليد” سنة 637م… وأصبحت مع العباسيين ثم مع الحمدانيين اهم مركز اقتصادي وثقافي وفكري في بلاد الشام… ثم غزاها الروم البيزنطيين سنة 962م زمن الدولة الحمدانية وأحرقوها… ولكن سيف الدولة بناها من جديد… وعادت حلب إلى ريادتها… ضمها العبيديون بعد رحيل سيف الدولة… فشهدت المدينة تراجعا وإشعاعا في فترة حكمهم… اجتاحها الصليبيون وخربوها من سنة 1108م… ثم وقع زلزال حلب المدمر سنة 1138م… ودمر أجزاء كبيرة منها… فجاء نور الدين زنكي “1118-1174” زمن الدولة الأيوبية ورفع بناء المدينة… وأصبحت حلب قاعدة للجيوش العربية الإسلامية… ينطلق منها المقاومون لتحرير الأرض من الفرنجة الصليبيين… حاصرها التتار بقيادة هولاكو سنة 1260م… وعاثوا فيها فسادا… ولكن بقيت حلب… وقبل قرنين مات ثلث سكانها… وتهدمت أبنيتها بزلزال سنة 1822م وزلزال 1830م… ثم عادت حلب من جديد…

حلب

هكذا هي حلب دائما لها موعدا مع الخراب والدمار… لكنها كطائر الفينيق تنفض الغبار وتنهض وتنهض معها ساكنتها وتحيا من جديد…

افعلوا ما شئتم… حرروا حلب… دمروا حلب… امسحوها من على وجه الأرض… فستبقى حلب الشهباء ناصعة بيضاء… مهما سعى المجرمون إلى الباسها الأصفر وجعلها حالكة سوداء…

الحمار الشامي

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock