تدوينات تونسية

كان يسقط بين يديها باكيا ومعتذرا

نضال السالمي
من حكايات الضّحايا :
حدّثتني إمرأة ملتاعة كانت زوجة سجين إسلامي عن الحالة الّتي كان يعود بها زوجها إلى البيت بعد كلّ مرّة يأخذه البوليس من أجل أيّام قليلة من التّعذيب أو شهور.. وهو رجل قد سُجن مرارا..
كان يعود شاحبا، شديد الإرهاق، كأنّه على حافّة الموت أو الجنون..

زوجها سابقا.. بدأ يتغيّر بطريقة متسارعة : صار إنطوائيّا، كثير الحزن والشّرود، قاسي القلب، خشن السّلوك..
هذه المرأة عانت معاناة نفسيّة شديدة.. لقد أثّرت بي شهادتها جدّا..
صارت مريضة نفسيّا بشكل حادّ..
أهلها صاروا يحملونها بآستمرار لأطبّاء الأعصاب ثمّ لكثير من العيادات النفسيّة..
تقول باكية أنّه وصل بها المرض النفسي أن بلغت العجز التامّ عن الوقوف على أقدامها..
زوجها كان يسقط بين يديها باكيا ومعتذرا عن قسوته مؤكّدا حبّه لها..
آخر طبيب نفسي أصرّ عليها بالطلاق.. نعم بالطلاق كإنقاذ أخير للحياة.
وقد حدث ذلك فعلا منذ سنوات..
هل تفهمون كيف تحوّل آلة القمع والبطش العائلات المتوازنة والسّعيدة إلى تصدّعات وأشتات وآنهيار تامّ.. ؟؟
هل تشعرون ؟؟ هل تفهمون..؟؟ هل تبكون ؟؟
يقيني ثابت أنّ هؤلاء الضّحايا سيقفون يوم القيامة في مكان مرتفع ويقومون بالشّكوى بنا إلى الجبّار.. فيدنو الرحمان منهم وقد نشر عليهم حنانه ومحبّته وعساه يخبرهم : “لن أخيّب ظنّكم يا عبادي”، ثمّ يبدأ في محاسبتنا.. فأين الفرار ؟؟ أين الفرار ؟؟
#عرفتوش_توّا_بقدّاش_كيلو_النّضال
#ما_لنا_غيرك_يا_الله

اترك رد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock