تدوينات تونسية

في الفرق بين ناجي جلول وابراهام لينكولن

شوقي الشايب

يعتقد أغلبنا أن ليس للأطفال ذلك الفكر الراجح ولا الوعي الكامل القادر على إدراك الصواب من الخطأ. وهو ما يفسر أننا لا نضع احتجاجهم أو رفضهم موضع الجد من الأمور.

إلا أن في مكان آخر من الأرض وفي زمان آخر من التاريخ “سنة 1860” بعثت فتاة ذات الإحدى عشر سنة رسالة إلى المرشح أبراهام لينكولن برسالة مفادها “أن نتوءات وجهك ونحافة وجنتيك قد تخيف بعض الناخبين أنصحك بأن تترك لحيتك لتنمو لأنها ستظهرك أكثر وسامة وستجذب إليك النساء وأصوات أزواجهن… تقبل حبي “جريس بيدل”.

وبعد أربعة أيام من وصول الرسالة إلى مرشح الرئاسة الأمريكية بادل الفتاة الصغيرة رداً صغيراً ” عزيزتي جريس من الجميل أن تكون لي فتاة تنصحني فانا لا أفقه ذوق النساء واعدك بأن اترك لحيتي” وفعلاً ترك لينكولن لحيته لتنمو ولتكون على ماهي عليه على صورة الدولار اليوم، وفاز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية.

في السادس عشر من شهر فيفري سنة 1861 زار لينكولن محطة ويستفيلد بنيويورك وصاح في الجماهير هل بينكم “جريس” وتقدمت الفتاة الصغيرة من الرئيس ليشكرها ويقبلها ويقول “هل أنا الآن أكثر وسامه؟”.

هكذا كان تعامل أحد أهم رموز أقوى دولة في العالم واعلم جيداً انكم مهووسون بتقليد أفكار ما وراء البحار فقلدوهم على الأقل فيما ينفع ربما.

%d8%af%d9%88%d9%84%d8%a7%d8%b1

اترك رد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock