تدوينات تونسية

وداعا فيدال كاسترو من السذاجة محاولة محاكمة التاريخ بعيون الحاضر

شكري الجلاصي
نعم فيدال كاسترو وتشي ڤيفارا وعشرات من رفاقهم قادوا رغم قلة عددهم حراك ثوري ضدّ باتيستا، تحوّلت إلى ثورة حقيقية لاقت دعم وإنخراط كثيف من الشعب الكوبي.
هاته الثورة أمّمت كل مفاصل الإقتصاد الكوبي من شركات وبنوك وتمّ طرد شركات البترول الأمريكي بما تسبّب في قطيعة مأساوية مع الأمريكان إنتهت بعدة محاولات إنقلابية عسكرية ضد نظام الثورة وحصار إقتصادي قاسي جدًّا إنتقاما من تحالف كاسترو مع السوفيت في وقت كانت الحرب الباردة تضرب أطنابها وصل فيه العالم على قاب قوسين من حرب صواريخ نووية.
كوبا لم تكن حينها في وضع عادي بل كانت في حرب عسكرية مباشرة مع الإمبريالية الأمريكية وتحت تهديد متواصل لإمكانية غزو عسكري من المارينز،
كوبا كاسترو إختارت رغم كل الصعوبات الإقتصادية والتهديدات المحيطة وحالة العزلة، الوقوف إلى جانب حركات التحرّر في العالم في أمريكا اللاتينية وإفريقيا وساندت الثورة الجزائرية وحركة التحرّر في أنغولا وجنوب إفريقيا ومنظمة التحرير الفلسطينية ووقف بجانب مصر ضدّ العدوان الثلاثي.
الحزب الشيوعي الكوبي الذي تسلّم السلطة بعد الثورة، لم يكن الإستثناء في زمانه، ذهب في خيار النظام الشمولي والحزب الواحد كغيره من الأنظمة الشيوعية التي كانت تحكم في تلك الفترة وعلى رأسها الإتحاد السوفياتي، في فترة كان العالم بأفكاره وسياسته وإيديولوجيته يحكمه إستقطاب الضدّين، معسكر شرقي ثوري منحاز لقوى التحرّر ومعسكر غربي رأسمالي كولونيالي،
إنتهت الحرب الباردة ولكن النظام وصل إلى درجة من التكلّس والإهتراء ما لم يسمح له بالتطوّر ومواكبة عصر الديمقراطية التمثيلية والحريات الفردية وحقوق الإنسان وطفت على السطح مساوئ ممارسات النظام ضدّ معارضيه وعمليات التضييق على الحريات في بيانات المنظمات الحقوقية.
سيبقى إسم كاسترو خالدا في تاريخ الإنسانية وسيذكر التاريخ أنّه أولى عناية قصوى بالتعليم والصحة جعل من كوبا من اولى الدول تقدّما في البحوث الطبية وأطبائها الأكثر كفاءة عالميا.
هاستا سمبري كوماندانتي

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock