تدوينات تونسية

وفّر دموعك يا حمّه !

عبد اللطيف علوي

لا تقيّموا مواقف النّاس بالتّفصيل…

تقييم المواقف يكون بالجملة، وضمن سياق كامل…

عندها نستطيع أن نكوّن حكما موضوعيّا على الأشخاص، ونعرف إن كانوا أصحاب مبادئ، أو مجرّد انتهازيّين أو شعبويّين أو اعتباطيّين أو نزواتيّين…

العمق الإنسانيّ الحقيقيّ لأيّ شخص، لا يمكن أن يغيب في مناسبات ويحضر في أخرى، مهما كان ثقل الحسابات السياسيّة أو التّكتيك أو المصلحة المباشرة…

أنا لا أصدّق حمّة الهمّامي، ولن أصدّق أيّ بشر لم يرَ الجريمة والمأساة في رابعة، ويدّعي أنه يراها في سامي براهم أو بسمة البلعي أو غيرهما من ضحايا الاستبداد…

لا أصدّق أيّ سياسيّ فعل المستحيل ليعيد البلد إلى الجلاّدين، واليوم يأتي ليتباكى على ضحاياهم…

لا أصدّق شخصا مازال يرى في الإسلاميّين خصما وجوديّا، وليس فقط خصما سياسيّا أو ايديولوجيّا…

النّاس لا يكبرون فجأة، ولا يكتسبون الإنسانيّة فجأة،

أن تكون إنسانا في كلّ شيء، ومع خصومك قبل رفاقك، وطول الوقت ليس بعضه…

ذاك هو الجوهر الحقيقيّ للإنسان…

غير ذلك، لا ينطلي…!

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock