تدوينات تونسية

ماذا لو كان الجلاد إسلاميا ؟

عبد القادر الونيسي

العدالة الانتقالية ليست بدعة تونسية. عدد من الشعوب الحرة وقفت يوما ما لتحاسب تاريخها وتستخلص العبر.

حدث هذا في فرنسا واسبانيا والبرتغال وجنوب أفريقيا…

فرنسا مثلا وقفت بعد الحرب العالمية الثانية لتحاكم مرحلة من تاريخها تعرف بحقبة فيشي Vichy وعلى رأسها الماريشال بيتان Petain بطل الحرب العالمية الأولى المنتصر على ألمانبا.

لم تشفع له هذه البطولة وحاكمته فرنسا ولعنت اسمه وأصبح كل تمجيد له أو لحقبته جريمة يعاقب عليها القانون.

ماذا عندنا ؟

أحدثت شهادات ضحايا بورقيبة وتلميذه بن علي رجة في الوعي الشعبي سرعان ما تلقفتها أجهزة السفاهة والنذالة بالهمز واللمز والسخرية والتشكيك والتبرير لجرائم التعذيب.

ماسكو عصا الجلاد مازالوا هم أصحاب القرار والمال والإعلام.

أحسوا بالخطر يقترب من عروشهم فتنادوا مصبحين.

المتابع لسفاهة اعلامهم يشهد جريمة أخرى أبشع وهي تبرير التعذيب بل تمجيده وبهذا يضعون أنفسهم في خانة أسوأ من خانة الجلاد قياسا على أن ٱشاعة الفاحشة أقبح من ارتكابها.

ماذا لو كان الجلاد اسلاميا ؟

لو كان الجلاد اسلاميا لنصبت محاكم التفتيش ولزج بالآلاف في رجيم معتوق ولهلل الإعلام والنخبة.

لو كان الجلاد اسلاميا لمنع الأذان بدعوى الدعاية للجريمة والإرهاب. ألم يبطل الزعيم ركن الصيام بعد خلاف بسيط مع الزواتنة.

لم نفقد الذاكرة بعد.

(لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ ۚ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ)

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock