أول اغتيال سياسي بالسكتة القلبية…!!!

عبد اللّطيف درباله

المتهمون سابقا بقتل لطفي نقض (رحمه الله) المنتمي لحزب حركة نداء تونس.. أصدر في شأنهم القضاء بسوسة منذ قليل حكما بعدم سماع الدعوى.. أي البراءة.. من تهمة قتل المرحوم..

الحكم وإن أتى متأخرا فهو قضاء عادل أرجع الأمور إلى نصابها وأنصف مظلومين قضوا في السجن ما يقارب الأربع سنوات ظلما وزوار وبهتانا فقط بتأثير السياسة على القضاء..

القضاة الذين أصدروا الحكم تخلّصوا من كلّ الضغوطات وحملات الترهيب والتخويف والتشكيك والدفع غصبا لإدانة المتهمين.. والتي كان آخرها الهرسلة الإعلامية وحضور الكثير من وجوه حزب نداء تونس بمختلف شقوقه.. بقاعة الجلسة للتأثير على مجرياتها.. ومحاولة توجيه القضاة..

لكن هيئة القضاء لم تذعن.. ولم ترهب.. ولم تخف.. كما يظهر.. وبرهنت على شجاعتها واستقلاليّتها..

كم من الأصوات كسب نداء تونس والباجي قايد السبسي في الانتخابات بتسويق كذبة قتل معارضيهم للمرحوم لطفي نقض.. وبكونهم أصحاب أول شهيد سياسي بعد الثورة؟؟؟!!!

أكيد عشرات وربما مئات آلاف أصوات ناخبين صدّقوا ما سوّقه السبسي وقيادات حزبه والإعلام الموالي لهم من كذب مقصود ومتعمّد وفجّ ووقح..

أذكر أنني كنت ضيفا في قناة نسمة مساء وفاة المرحوم لطفي نقض.. وكان موضوع الحلقة أساسا عن اتحاد الشغل.. وأصبح الموضوع الرئيسي طبعا هو “قتل الشهيد لطفي نقض”..

وقلت يومها أن تقرير الطب الشرعي الأولي أكّد أن سبب الوفاة كان طبيعيا بسكتة قلبية.. وأنّ كل الشهود والصور ولقطات الفيديو المتوفرة أكدت ذلك وبينت أنّه لم يكن هناك اعتداء قاتل على المرحوم.. وهو ما لم يستسغه ولم يعجب مقدّم البرنامج حينها حمزة البلومي.. وبعض الضيوف.. الذين أصرّوا إصرارا على تبنّي تصريح الباجي قايد السبسي الشهير وقتها بأنّ “مقتل” لطفي نقض هو “اغتيال سياسي”..

وقلت على الهواء ما معناه بأنّه إذا كانت وفاة المرحوم لطفي نقض هو اغتيال سياسي.. فهو أول اغتيال سياسي بسلاح جديد هو السكتة القلبية…!!!

وطبعا كانت تلك أوّل وآخر مرّة تقع دعوتي لقناة “نسمة” التلفزية…

كلّ أطوار وأوراق وأدلّة القضية أثبتت لاحقا بأن تلك كانت الحقيقة.. وبأنّ التقرير الطبي الأولي كان صادقا ومهنيّا ودقيقا.. وبأنّ سجن المتهمين طوال أربع سنوات كان فقط للمتاجرة السياسية بقضيّة لطفي نقض.. والوصول إلى السلطة على جثمانه..!!!