تدوينات تونسية

عمد إلى الإحتماء ببيت أحد ضحاياه

الأمين البوعزيزي
لحظة الخطاب الأخير لبنعلي وهو يرتعش مذعورا كالفأر… لحظة فرار بنعلي في اليوم الموالي… الأسبوع الأول الذي أعقب فرار بنعلي…
لحظات كم كشفت عظمة هذا الشعب…
لمّا كان كلابه في سراويلهم يتبوّلون وبالسفساري يتنكّرون.. ولبيوتهم لا يغادرون…
عمد أحد أشرس جندرمة بنعلي إلى الاحتماء ببيت أحد ضحاياه منذ عقود، الذي استقبله بعفوٍ لا يفعله الاّ الأنبياء…
بعدها بأيام ذهب إلى الجامع وجثا على ركبتيه يطلب الغفران… فكان له ذلك مع مصافحة…
آه لو تعرفون في حضرة من ركع وممّن طلب الصفح… (والله العظيم بعضكم لن يصدّق).

في تلك الأيام تكفّل أبناء أشرس الأحياء المنتفضة بحراسة بيت أشرس الأزلام طيلة ليال عديدة حتى لا يهجم عليه غاضب…
هكذا الثورات تُخرج أعظم ما في الشعوب من سماحة وطيبة وأنسنة وسلام…
ـــــــــــــــــــــــ آه يا “اعلام” الأزلام، لو تدرون كيف أصبح الثائرون (الطيبون حدّ السّذاجة) يفكّرون هذه الأيام!!!

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock