تدوينات تونسية

وزير الشؤون الدينية أم أستاذ جامعي؟؟!!..

وليد القايدي

وزير الشؤون الدينية لم ينزع عنه جبة المحاضر في جامعة الزيتونة!! ونسي أن الوزير ليس شغله الكلام!! مثل أساتذة الجامعات!! الوزير شغله الفعل والإنجاز!! والقليل من البلابلابلا!!..

الوزير ليس محللا سياسيا “ايهَتْري” كيما يْجي!! لكن -وللمفارقة- على الوزير ان يفهم السياسة اكثر من المحلل السياسي!!..

من البديهيات البسيطة ان الوزير عليه واجب التحفظ حول ما يمس علاقات تونس ومصالحها الخارجية..

من البديهيات البسيطة أيضا ان الوزير باعتباره سياسيا لا يتحدث بكل ما يعرفه.. ويراعي توازنات كثيرة.. وغالبا ما يلمح أكثر مما يصرح.. وهذا ما يجعل كثيرا من كلام الوزراء عموميا الى درجة الهلامية أحيانا!!.. وتلك مسألة مفروضة على السياسي!!.. وان كانت مكروهة لدى الجمهور!!..

هل غفل هذا الوزير عن هذه البديهيات البدائية؟؟!!..

الأستاذ الجامعي عمله فردي.. وفكري.. وحر.. لذا تنمو لديه الفردانية الإيجابية.. والاستقلالية الفكرية.. إلا ان ذلك قد يدفع به بحكم طبيعة مهنته نحو الغرور!! والنرجسية!! والانفلات!! إذا لم ينتبه لنفسه!! فيدربها على الرياضة النفسية والسلوكية تدريبا قاسيا.. ويؤطرها على قواعد العمل الجماعي أَطْرا!! استعدادا لفرص تكليفه باعباء إدارية او سياسية.. وهذا مجهود تدريبي شخصي للأساتذة فيه مصلحة.. لو كانوا يعلمون!!..

هل يستعد الاستاذ الجامعي التونسي لمثل هذه الامور؟؟!! وهل للحكومة تقاليد في تأطير الوافدين الجدد على الوزارة بتأهيلهم ورسكلتهم -ولو سريعا- للتأقلم مع موقعهم الجديد؟؟!!..

الملاحظ ان كثيرا من الوزراء ينجحون في هذا التاقلم.. لكن بعضهم يسقط!!.. وأعتقد ان الفروقات الشخصية بين الوزراء هي العامل الاهم في هذا الباب..

هل الاحزاب التي ترشح للمسؤوليات تجري اختبارات عملية ونفسية لمرشحيها؟؟!! وهل تفحص ملفاتهم بناء على شروط موضوعية؟؟!! أم ان “الحكاية بالبركة”؟؟!! وهل لديها أصلا ملفات محينة لمرشحيها المفترضين؟؟!!..

عموما وبقطع النظر عن هذا الوزير او غيره.. الدرس المستفاد: ليس كل شخص حتى وإن كان جيدا في ذاته يمكن ان يكون وزيرا جيدا.. او مسؤولا جيدا يقود الاخرين!!..

وهذا درس معروف لمن اطلع على موقف الرسول الكريم مع أبي ذر لما طلب المسؤولية فقال له النبي: لا.. انك ضعيف!!..

عن أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله ألا تستعملني؟ قال: فضرب بيده على منكبي ثم قال: يا أبا ذر إنك ضعيف.. وإنها أمانة.. وإنها يوم القيامة خزي وندامة.. إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها. (رواه مسلم)..

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock