تدوينات تونسية

الموصل، الرقة وحلب، حرب النفوذ ونهاية داعش

إسلام فرجاني

إذا أردنا التمعن في ما يحصل اليوم في الحرب على داعش علينا الرجوع إلى خريف 2014 وخطة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية باراك أوباما في الحرب على داعش والتي تتمثل في أربع نقاط:

  1. حملة منظمة من الضربات الجوية بالتنسيق مع القوات العراقية وغيرها على الميدان.
  2. دعم القوات العراقية وتدريبها من قبل خبراء عسكريين للولايات المتحدة الأمريكية.
  3. منع مصادر التمويل وتحسين العمل الاستخباراتي وضبط تدفق المقاتلين الأجانب.
  4. توفير المساعدات الإنسانية للمدنيين.

استغرقت خطة الرئيس الأمريكي ما يقارب عامين من الزمن لتطبيقها وبعد نجاحها وفي تزامن مع نهاية الفترة الرئاسية الثانية لباراك أوباما والانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية بدأت الحرب على داعش في الموصل شمال العراق وتتضمن الخطة:

  1. الهجوم من المنطقة الشمالية الشرقية من قبل:
    # الجيش العراقي
    # قوات تركية
    # البشمركة الكردية
    # المدفعية الأمريكية
    # الحشد العشائري (سنة)
  2. الهجوم من المنطقة الغربية من قبل:
    # الحشد الشعبي (ميليشيات شيعية تحت إمرة الجيش العراقي).
    # قوات البشمركة الكردية.
    # القوات الأمريكية.
  3. غطاء جوي متكون من تحالف دولي تحت قيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
    إذا أردنا مواصلة تحليلنا للحرب على داعش لا بد من التحول إلى حلب سوريا والحملة التركية التي أطلقت في 24 أوت 2016 والمعروفة “بدرع الفرات” والتي تستهدف القوات النظامية السورية والجناح العسكري السوري للمنظمة الإرهابية الكردية “ب كا كا” ومعسكرات داعش بحلب.

لا بد من الإشارة إلى التنسيق بين القوات التركية والجيش الحر السوري التابع للقوى الثورية السورية والهجومات الأخيرة لرفع الحصار عن حلب.
كل هاته التحركات العسكرية الميدانية للقضاء على داعش في العراق وسوريا لها انعكاساتها السياسية وتحالفات استراتيجية جديدة ظهرت على الساحة منذ اندلاع الثورة التونسية والربيع العربي والدليل على ذلك هي تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن تركيا لن تسمح بدخول قوات الحشد الشعبي إلى قرية تلعفر ذات الأغلبية تركمانية شيعية وسنية وتخوف أردوغان من ارتكاب قوات الحشد الشعبي المدعومة من طرف الحكومة الإيرانية لمجازر طائفية.

ما يجلب النظر أن قوات الحشد الشعبي طمأنت السلطة التركية بعدم الدخول لقرية تلعفر من الرغم من محاربة داعش على حدود القرية.
ما نفهمه من كل هاته التحركات والتصريحات أن:

  1. الولايات المتحدة الأمريكية هي الضامن للحفاظ على وحدة التراب العراقي.
  2. كل الفرقاء السياسيين بالعراق يقبلون و يلتزمون بالجلوس على طاولة الحوار لبناء دولة عراقية متعددة الأطياف تحكم وتسير من قبل سلطة منتخبة تمثل كل الطيف العراقي.
  3. قبول الجانب التركي والاعتراف بالجانب الكردي على أساس القضاء على التطرف والإرهاب الكردي وعدم إنشاء دولة كردية.
  4. قبول الطرح التركي من جانب أكراد العراق.
  5. تفويض نفوذ تركي لسوريا وتحميل مسؤولية إعادة بناء سوريا والحفاظ على وحدتها إلى الجانب التركي.

إذا أخذنا التصريحات الأخيرة لوزير الدفاع التونسي وعملية التنسيق مع العديد من القوى العالمية لمحاربة الإرهاب في تونس وليبيا نستنتج:
– أن تونس تتحمل مسؤولية وحدة الأراضي الليبية وإعادة بناء ليبيا.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock