تدوينات تونسية

لصُوص السيستام يدفعون الناس لحمل السلاح

أحمد الغيلوفي
ما يحصُلُ مع “جمعية واحات جمّنة” يمثل دليلا قاطعا على ان من يحكُمون هم عصابة مُحترفة في تخريب البلاد وتضليل العباد. هؤلاء لا يعملون ولا يتركون من يعمل، لا يُشغّلون الناس ولا يتركون من يشغّل، لا يُساعدون الناس ولا يتركون من يساعد.

  • ياسادتي، جمعية واحات جمّنة، استصلحت ضيعة فلاحية على ملك الدولة سنة 2012، ضيعة وجدتها “هاملة” مثلها مثل ال 500 هكتار الموجودة في كامل البلاد، تبرّع الاهالي كُلُّ حسب جُهده: واحد اعطى الف دينار والاخر الفين وهناك من اقرض الجمعية 70 الف دينار، في وقت غابت فيه -ولا زالت- الدولة عن الجهة تماما. تحوّلت الضيعة الي جنّة، تُشغل العاطلين في الجهة، وتتبرّع للجمعيات المنسية من طرف السلطة المركزية، جمعية محدودي الحركة، وجمعية المكفوفين، وتتبرّع للمدارس والمعاهد وتبني في القاعات، واشترت سيارات اسعاف تنقلُ المرضى الي مستشفى صفاقس، واصبحت تجنى دخلا بالمليارات سنويا، تُصرّفه في مزيد التشغيل ومزيد الرعاية الاجتماعية.
  • “سي المركز” ما يساعداش، السلطة المركزية ما يساعدهاش، ويجب تخريب التجربة فورا لكي لا تنتشر في البلاد، لماذا؟ لانه هُنا مقتل “السيستام”، كيف سيبيعُ اي رئيس كذّاب وهم التشغيل لاحقا والحال ان الجمعيات تتكفلُ بذلك؟ ماذا سيقول وزير الشؤون الاجتماعية والضعفاء والفقراء تُموّلهم الجمعيات؟ ماذا سيقول وزير التربية اذا كانت القاعات تبنيها الجمعيات؟
  • قد يتساءل القارئ فيقول “لماذا تحارب الدولة جمعية ناجحة لم تُموّلها بمليم وتُشغّلُ الناس؟” الاجابة بيسطة: الذين يحكمون لصوص، ويجب إعطاء الارض للصّ تُموّله الدولة بمليارات من مال الشعب، ليقول بعد مدة “فلست” فتُعوّضُ له الدولة بمليارات اخرى، يُعطي منهم تفتوفه للتجمّع ليموّل نفسه ويشتري ذمم الفقراء والعاطلين، والحبل على الجرّارة.
  • هناك ضيعة في الشمال الغربي اعطوها للص، فتظاهر بانه سوف يُربّي فيها الابقار، جاء ببعض البقرات وصوّرها، ولّمّا جاء الاهالي من الغد للضيعة لم يجدوا ولا بقرة.
  • تقولُ الدولة بان جمعية جمّنة قائمة على ارض هي على ملك الدولة:

اولا: الم تكن مقاطع الرّخام ملكا للدولة فسطا عليها لصّ واستغلّها فوجدتم لذلك مخرجا قانونيا وقلتُم نحن نُشجّعُ من يُشغّل الناس؟ فلماذا لا تجدون صياغة قانونية لجمعية جمّنة وهي تُشغّل الناس؟

ثانيا: اليس هناك العشرات من ضيعات الدولة هاملة فلماذا “كبّشتم” في ضيعة ناجحة وصرف عليها الاهالي اموالهم لاستصلاحها وإنجاحها وسكتُّم عن الضيعات الخاربة؟ فكيف تُحاربون من يحافظ على املاك الدولة ويقول لكم تعالوا حاسبوننا ويُشغّل الناس ويتكفّل بالفئات المنسية ؟ انتم مع العمل والتشغيل ام ضده؟

  • تجربة “جمعية جمنة” تندرج ضمن الاقتصاد الاجتماعي، ويجب ان نعلم ان 12 في المائة من الاقتصاد الفرنسي قائم على مثل هذه التجارب وكذلك في البرازيل واسبانيا، غير ان مثل هذه التجارب تُرعب لصوص السيستام.
  • هناك صحافي مُرتزق يصفُ الناس الذين يضحّون بوقتهم وبجهدهم من اجل إنجاح الجمعية بـ”عديمي الوطنية”. يا كلب الحراسة: من يسرق ويرتشي ويتهرّب من الضريبة طيلة 60 سنة وطني وهؤلاء غير وطنيين؟ يا كلب الحراسة: الم يكن من الاجدى ان تصف من سرق 7 الاف مليار وتورّط في “وثائق بنما” وزرع اللوالب الفاسدة باللاوطنية؟
  • على القارئ ان يعرف ان الدولة تمنعُ الجمعية من جني صابة التمور وهو ما يهدد بفسادها ان لم تُجنى خلال 10 ايام، تفسد التمُور وتخرب الجمعية ويُسرّح العُمّال هو افضل، عند الدولة، من نجاح التجربة، وعليكم ان تنتظروا النتائج، وحينها سوف يخرجُ علينا “كلاب الحراسة” ليقولوا “من يتظاهرون غير وطنيين، ويريدون تقسيم البلاد، ووراءهم اطراف”.

تعليق واحد

  1. جمعية واحات جمنة مثال ناجح وباهر يضع الدولة في حرج كبير باعتبارها فاشلة وغير قادرة على تحقيق نجاح مماثل.
    هذا المشروع الناجح يفضح قصور الدولة على التفكير السليم والتخطيط البسيط لتحقيق انجازات ينتفع بها الناس.
    هذه الدولة تجند طاقتها وعقول مسيريها للإبداع في ايجاد طرق جديدة ومبتكرة لفرض ضرائب إضافية على الأجراء البسطاء لتعبئة خزينتها.
    اللهم ولي علينا خيارنا ولا تولي علينا شرارنا.
    آمين.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock